وجدانيّات هامسة

تاريخ النشر: 09/07/12 | 12:45

(1)

شرَدت كما الغزالة بغَنَجٍ، والضحكات تُلوّن مبسمها

شردت وهي تقول : أنا ماسة …وأنت دولار !!!

فنظر اليها شزرًا وقد احسّ أنّها تصيبه بالصميم لفقرهُ

فصرخ :

أعظمُ من جَمالِكِ كبريائي

وأعنف من لظى شفتيْكِ بأسي

وافترقا ….والدّموع تملأ المآقي..

وكلاهما ينتظر تنازل الآخَر !!!

2-

الشّمس نعسى ، تتثاءب وهي ترسل خيوط نورها الوانية الى وردة جورية متفتحة الأكمام، يقف على أحدها عصفور ٌ غِرّيد خمريّ اللون يشمّ العطر بِحياء ، ثمّ ما يلبث أن يداعبَ بمِنقاره بَتلةً أرجوانيّة فأدماها فسالت أريجًا …فانتشى.

ولم يطل انتشاؤه ، فغرزت شوكةٌ عنود رأسها بقدمهِ فسال الدمُ بخورًا..

فصرخَ الأثنان في لحظة واحدةٍ وقالا : تعادُل.

3-

بَدّي ظِلَّك يراقص ظِلّي

وتبني أحلامَك عّ قَدّي

ويبقى جنونك روحة وطلّي

وردّك يحكي مثل ردّي

هَيْك بَدّي …هَيْك بَدّي

وإلا يا ويلَك من صدّي

انت يا تقبرني مش قدّي

4-

سألته ذات الفستان الأحمر ، وهي ترسم بسمة على مُحيّاها .

– أيّ الألوان تحبّ يا شاعر الأجيال ؟

فكّر قليلا ثمّ أجاب :

– الأحمر يا أميرتي ، انّه توأم روحي وربيب فكري

فضحكت – بخبث – وقالت :

– والليلكي الذي يغمر جلّ قصائدك؟

– ذهب مع الريح

– مع الريح أم مع ؟!

ثمّ غمزت بطرف عينها وهي تنسحب :

– أنت يا – عيون أمّك- كما الطّقس

5-

ساعات العصر…

البحر يهمس من خلال موجاته نجاواه وتأملاته ، تارة بالهدير وأخرى بالخرير ، في حين راح شابٌّ جالس الى فتاة كقلب الصّباح، راح يحلف أغلظ الايمان أنّها الأولى في حياته …الأولى والأخيرة فلا ماضٍ له ولا حاضر سواها..انّه صفحة بيضاء ، لم تخربش عليها الشهوة حرفًا.

ولم يكد ينتهي واذا بفتاه تمرّ بالصدفة بجانبهما فتتلفّظ ضاحكة :

أينك يا هذا؟ أصيدٌ جديدٌ؟

ونظرت اليه- قلب الصباح – فإذا الشُّحوب ” يأكله”.

6-

انثريني فوق الرّوابي زهرًا…

وأشلاءَ حياه

غردّيني في عيون الفجرِ لحنًا..

وخرير ومياه

واغمري عمري عطرًا

وهيامًا من شذاه

7-

انسجي لي – يا زنبقة الأحلام- من أنفاسِكِ شالا

وخربشي على صفحات وجودي باحاسيسك الدافئة لوحةً ناعسة

وجرِّحي سكوني بعَبَثِكِ الصّبيانيّ واصرخي ما يحلو لكِ

فأنا أحبّ صراخَ الحياة !!!

8- عُنصريّة

خيوط الفجر الأولى تزور الوديان والتّلال ، فتستفيق الطبيعة وتدبّ الحياة.

وعلى غُصن ياسمينة حطّت بين العوسج ، وقف طائر الشحرور الاسود ، فرأى على الغصن القريب منه عروس التركمان الملوّنة ، فبهرته بجمالها، وسحرته برقتها، فعزف لها لحنًا شجيًّا يقول :

صباحكِ فلّ يا مليكة الياسمين ! لقد زركشتِ الفجرَ بحضورِكِ وزرعْتِ حناياي أملا….

فأشاحت عنه بوجهها ، ثمّ ما لبتث ان طارت وهي تقول بغضب: ” قَرَف” ..صباحك أسود كما لونك..

…..وتابع الشحرور زقزقته وكأنّ شيئًا لم يكن!

بقلم  زهير دعيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة