أماه، أنا أستطيع…!!

أمي، بعد قليل سأخرج للعالم. كثير من الوقت إنتظرتني…أيام وأيام انتظرت وتخيلت كيف سأبدو!! لكن ، أماه، أريد أن أقول لك شيئاً. أنا لست بالضبط من تنتظريه، هل تفهميني..أنا لست بالضبط من أردته…أنا آخر…. أمي، أنا خائف…أريدك أن تحبيني كثيراً مثل أختي الصغيرة، مثل أخي الكبير الذي يدرس في الجامعة!! أمي، انا الآن أرى نوراً…أنا في الخارج…ها قد أتيت يا أماه. أحضنيني، ضميني الى صدرك بحب….أعرف يا أمي انك تبكين، وأنا مثلك أيضاً أبكي. لكن ستعتادين علي وتتعودين. أمي، لي طلب عندك، ساعديني، ساعديني أن أتعود ولا أستسلم، وان كان صعب عليك، دعيني فأنا وحدي سأقاوم، سأثبت للجميع بأنني قادر على التقدم… أنا قادر أن أقف منتصب القامة على قدمي. قد يمكن أن لا أقف مستقيما كما يجب، قد يمكن بأن لا يفهم ما أقول بالضبط…ولكن قولي لهم، يا أماه، أنا لا أريد شفقتهم…لا أريد ان أرى نظرات الشفقة والرحمة من أي كائن كان. أريد منهم أن يحترموني. أريد منهم أن يتحدثوا معي مثل أي إنسان آخر. أنا الآن ابن 25 عام!! لا أحب أن يداعبوا رأسي ويسألون عن حالي…!! أهلاً، هذا يكفيني…

أماه، عقبات وصعوبات تواجهني، تقف حجر عثرة في طريقي ولا أنجح دائماً..لكن في داخلي يا أماه قلب ينبض، يعرف أن يحب ويعرف أن يكره، قلب يتألم ويفرح أيضاً مثل أي إنسان آخر. أنا إنسان، يا أماه، مثل الآخرين…أنا إنسان، يا أمي، أنا إنسان!!! تأملوا، توقعوا، مني أن أكون مثل باقي البشر…وأنا استطيع أن أكون مثلهم…وقد اكتشفت إنني قادر، والآن سأقف منتصباً وأخطو نحو مستقبلي…

أطباء مختصون، أطباء نفسانيون، مرشدون، فحصوني..، اختبروني….قولي لهم، يا أماه، أن يعلموني الكثير الكثير..ولكن أكثر من كل هذا أن يعلمونني أن لا أحتاج إليهم… أماه، قولي لهم ولكل إنسان بأن يفتحوا لي الأبواب ويدعوني أن أمر منها وحدي، بقواي الذاتية. أنا، وفقط أنا، من يهتم ويحافظ على ان تبقى مفتوحة ولن تغلق أبداً. أنا أستطيع، يا أماه، أنا أستطيع…..

ترجمة: المربية سهام ابوفنة لنص للكاتب ارييه فينكوبيتش