ما أعظم نعمةَ الحياة!

تاريخ النشر: 13/12/10 | 3:38

أمس وفي ساعة متأخّرة من الليل كان السكون يخيّمُ على ربوع بلدتي الوادعة، لا ضجيج ولا صراخ، الهدوء يملأ أركان البيت ويضفي جوّا من الراحة وصفاء الذهن.

فقط، كنتُ أسمعُ دقاتِ ساعة الحائط، وأتابع حركة عقاربها التي تذكّرني أنّ الزمنَ يمضي لا يرحم!

ومع ذلك..انتابني شعورٌ عارمٍ بالرضا والطمأنينة فتساءلتُ:

كيف أستطيع أن أفسّرَ هذا الشعورَ الطاغي من الفرح والسعادةِ؟

رويدًا رويدًا أخذتْ الأجوبةُ تنسابُ وتبدّد حيرتي.

ألستُ راضيًا عن ذاتي؟!

حقًّا، أنا أزعم أنّني أعرفُ نفسي؛ فلا أنا مغرور، ولا أنا مخادع لذاتي.. بل أنا قانع أحترمُ نفسي، وأقدّر ما حباني الله به من نِعَم!

أعرفُ أنّ لجسدي حقوقًا عليّ، فأرعاهُ بالغذاء الصحيّ والنوم الكافي، وممارسة الرياضة اليومية والراحة المنشودة، وأحرص على وقايته وسلامته!

وأعرفُ أنّ لروحي حقوقًا عليّ، فأسعى لتطويرها وإثرائها بالمطالعة والمشاهدة والتجارب،

وأغذّيها بما يتيسّر من الفنون الرفيعة، وأسلّحها بمنظومة قيم خيّرة سامية!

وأحصّنها بالإيمان الراسخ، وأزوّدها بزاد وافر من التقوى والورع!

وأعرف أن نفسي طموحة باعتدال، وتنظر للحياة بتفاؤل متّزن، ولها غايات نبيلة تسعى لتحقيقها، ودائما تتجدّد تلك الغايات!

وفي نطاق الأسرة يسود الوفاق والوئام!

فهناك الاحترام المتبادل، والإصغاء وتقدير الرأي الآخر المغاير،

لا تعصّب ولا أنانية، بل تسامح وإيثار وتكافل!

لا حسد ولا تجريح، بل حبّ ودعم وتعزيز!

وأشعر أنّ الذي يربطني بالناس هو الانسجام والتوافق والتفاهم!

فأبادل الآخرين الاحترام والتقدير، وأشاركهم أفراحهم وأتراحهم!

أؤمن أن لكلّ فرد في المجتمع رسالةً مقدّسةً يجب أن يؤديها بأمانة وإخلاص ليرقى هذا المجتمع، ويتحقّق العدل ويعمّ الخيرُ والرفاء!

أمّا الطبيعة فتربطني بها وشائج متينة!

فكم أعشقها وأمتّع نفسي بمناظرها الجميلة الأخّاذة!

وكم أحرص على حمايتها؛ فأحافظ على نباتها، وأرفق بحيوانها وطيرها!

وفي أحضانها تجد نفسي المتعبة السكينة والراحة!

أبعد ما ذكرتُ، ألا يحقّ لي أن أردّد بلا تردّد: “ ما أعظمَ نعمةَ الحياة!”

‫8 تعليقات

  1. أعتذر”للحياة ”
    حينما اتهمتها بالقسوة…… وللدموع حينما جمدتها بالعين .. ولصندوق الذكريات الذي أخرجته بعد دفنه.. فعذرا ايتها الحياة لانني رميتك وراء ظهري..

    أعتذر”لنفسي”
    عما بدر مني تجاهها ……. وأني لم أكن أيقن بأن تلك التجارب التي مررت بها …. ماهي إلا مجموعه من تجارب مفيدة علمتني معنى الحياة وكيف اقاومها بشتى الطرق
    كلام أقل ما يقال بحقه إنه عظيم رائع

    فما أعظم أن يحاسب الإنسان نفسه و يعتذر لمن أخطأ بحقهم و أهمهم قلبه و نفسه

  2. الـزمن يفرض سـؤال كل إجاباتــه محــال السعادة شيءٌ واضح وليـس من وحي الخيـال كلنا لا أحد سلــم من تـعاسـة أو ألـــم لكن من فينا من وسط قلبــه إبتســم

  3. إذا كـنت لا تستطيع …أن تـــكون قـــلم رصاص لـ كـــتابة الســـعادة لأحـــد حاول على الأقـــل أن تـــكون مـمــحاة لـطيفة لإزالة الــحزن عــن شــخص مـــا !!

  4. اسلوبك الجذاب وكلماتك المعبرة ، تجعلنا نقرأ العبارات اكثر من مرة، لما فيها من شاعرية وسحر.
    هنيئا لك بهذا التفاؤل الذي جعلنا ننظر للحياة بمنظار اخر، بوركت ودمت لعائلتك وطلابك ، الذين يشهدون لك انك كما انت …بل واكثر من ذلك.

  5. حياك الله اخي محمود…وجمل ايامك بالسعادة والعطاء

    كلماتك جميلة ومقالتك معبرة…الحياة انشودة حلوة …لمن فهم معانيها.

    الحياة ودودة وبهيجة وبها نعم لا تعد ولاتحصى….وبها خيرات كثيرة

    الافكار الايجابية تمحنا مشاعر طيبة وفرح…….

    الافكار السلبية تعطينا مشاعر حزينة وكابة…..

    الحياة السعيدة يلزمها روية ومجموعة اهداف..حين نحققها نكون في

    قمة السعادة.

  6. شكرا لك ولقلمك وما أبدع.. قرأت ما بين السطور وفي كل مرة أتنقل بينها تساءلت هل صدقا ما تقول؟؟ لا أقصد الإهانة ..
    لكنني حين قرأت الكلمات شعرت أنها مكتوبة بصدق القلب سعدت بها جدا لأنها غمرتني بالأمل من جديد.. لكنني وخوفا من خداع بحور ما وراء الكلمات تساءلت هل هذال الصدق الذي تحتويه صدق اللحظة التي سيطرت على أحاسيسك أم أنه صدق حياة ترتل نغماتها على الدوام؟؟؟

  7. لقبي السابق كان “غير معروف” لكن بسبب كثرة هذا اللّقب في الأونة الأخيرة , ولعدم حدوث إشكالات من بعض التعقيبات التي لا تخصني قمت بتغييره .

    عقارب الزمن ام زمن العقارب ؟؟!!!
    عقارب الساعة :
    نخطئ كثيرا” حين نظن ان عقارب الساعة لاتلسع ولاتقتل,
    انها تمارس فينا
    أبشع أنواع القتل..لانها تلسع وقتنا
    وتقتل عمرنا ونحن لاندرك هذا النوع من العقارب لا ندرك
    خطورته الا حين نلمح زحف الأيام علينا عندها ندرك
    أن عقارب الساعة في زحفها بين الثواني والدقائق قد
    اختلست أجمل العمر .

    عقارب الدراسة :
    على الرغم من صغر هذا النوع من العقارب الا أنها تؤذي
    بعمق, لأنها تظهر في حياتنا في مرحلة مهمة من مراحل
    العمر, وتلتصق بنا في وقت لانجيد فيه استخدام العقل كثيرا”
    وتبث سمومها في براءتنا وقد ترافقنا الى بقية مراحلنا
    وربما تحولنا سمومها المبكرة فينا مع الوقت إلى عقارب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة