قال الفيلسوف…

تاريخ النشر: 27/12/11 | 10:23

 ” شردقات الشمع بالدمع”

كانت فتاتنا التي هي بعمر الزهور، تمشي بهمّة الشباب نحو بيتٍ متواضعٍ وجميلٍ، كانذلك البيت لصديقها الفيلسوف.. وكان ربيعُ عمرها يُحاكي خريف سنواته بأخبار الحكمة والحكماء.. الأحياء منهم والأموات….

قالت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ياسيدي..

قال: سيدي وسيدك الله .. وعليك السلام..والرّحمة والاكرام.. يا رفيقة الدرب في عالم الأوراق والأقلام.. كيف أنتِ.. ان شاء الله كل أمورك على ما يرام؟

قالت: الحمد لله يا صديقي الفيلسوف.. كل شيء تمام.. وقد اشتقت لمشاهدة وجهك الذي يشبه بنوره اشراقة شمس الصباح…! ولعذوبة حديثك الذي يشبه عصير التفاح.. ما أخبارك يافيلسوف؟

قال: نحمده ونشكر فضله.. وهو صاحب الخيرات..

قالت: فيلسوف.. ألا تخبرني بما علّمتك الحياة من تجربتك لها؟

قال والثغر يبتسم.. والمرح على القسمات يرتسم: إليك إجابتي.. فاسمعيها يا بنيّتي…علّمتني الحياة أن أكون ليّناً من غيرِ ضعف،وشديداً من غير عنف..

قالت: زدني يا فيلسوف…

قال: وعلّمتني الحياة أيضاً.. أنّ السّعادة تتمثّل في الصّحة الجيّدة.. والذاكرة السّيئة…

قالت: زدني يا فيلسوف

قال: وعلّمتني الحياة أنّ أهمّ هديّة أقدّمها للمرأة هي الإصغاءُ لها…

قالت: زدني بربّكَ يا فيلسوف…

قال: لقد همست الحياة في أذني ذات مرّة وقالت: إن قلب المرأة لؤلؤة.. لا يصطادها الاالصّياد الماهر…

قالت : ها؟ وماذا بعد؟؟

قال: وتعلّمتُ أيضاً أنَّ الثروة تأتي كالسُّلحفاة.. وتُغادرُ كالغزال….!

قالت: معك حقك.. ها؟ وماذا بعدُ يا فيلسوف؟

قال: وتعلّمتُ أنّهُ قد يجمعُ المال من لن يأكله، وقد يأكلهُ من لم يجمعه أبداً..

قالت وقد بدأت تخفتُ حماستها لاستقبال الحديث الممتع هذا.. مُتثائبةً تُحاولُ مدارات نُعاسها: وماذا أيضاً يا صديقي الفيلسوف؟

قال: وتعلمتُ أيضاً يا بنيّتي.. أن قليلٌ دائمٌ.. خيرٌ من كثيرٌ منقطع.. وأن عليّ أن لاأشهد بما لا أعرف.. وأن لا أشهد أيضاً على من لا أعرف.. وأن لا أشهد أخيراً.. على ما لا أعرف…

قالت: زدني يا فيلسوف

قال وقد بدا عليه التعب: وآخر ما سأخبرك به في هذه الجلسة عمّا علّمتنيه الحياة.. هو أن أروقة الحياة أن صحّة الجسم في قلّة الطعام..وصحّةُ القلب في قلّة الذّنوب.. وصحّةُ النّفسِ في قلّة الكلام.. وهمست في أذني الحياة وقالت: إنني أملٌ.. فمن فقد الأملُ..فقد فقدني.. هذا ما علّمتنيه الحياة…

قالت: لا أملُّ حديثكَ يا فيلسوف…

قال: أي بنيّة..لقد تعبتُ فاعذريني.. وزوريني غداً زوريني.. ودائماً اسأليني.. فما زال في جعبتي الكثير الكثير.. مما علّمتنيه الحياة… ها؟ إلى الغد إذن يا بنيّتي..

قالت: إلى الغد إذن يا فيلسوف…

انتهت الحلقة الأولى من سلسلة حلقات   “قال الفيلسوف”

إعداد : ليلى غاوي   “منقول”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة