في عتمات القلق تنتظره بلهف مجنون.. / عتمات لم تعدْ تشبهها.. /ليس من فراغ تتجاهله في العتمة

تاريخ النشر: 13/06/21 | 7:58

في عتمات القلق تنتظره بلهف مجنون..
عطا الله شاهين
في كل عتمة تظل قلقة، ولا تعرف النوم.. تنتظر حبيبها بلهف مجنون.. ترغب في رؤية عينيه التواقتين لعناقها.. تضع رأسها كل ليلة على وسادتها، وتظل تفكر في حبيبها، الذي لم يعد إليها منذ زمن.. لم تعرف لماذا عزف عن المجيء إليها كعادته في كل ليلة.. كانت تقول: لربما هو مشغول، لكن لماذا لا يعد يرد على هاتفه الخلوي؟ كانت تقول أكيد في أسباب تجعله لا يرد على اتصالاتها..
قالت فذات عتمة زاد قلقها من انتظارها المجنون له : سأنتظره لزمن وسأرى ماذا سأفعل.. كان انتظارها مليئا بالقلق.. ففي عتمات الليل تظل منشغلة التفكير به.. فهي كانت تظل تسأل ذاتها: لماذا لا يحضر كعادته..
ففي كل عتمة من عتمات الليالي تظل تعيش في قلق من انتظارها لحبيب غاب عنها مدة طويلة، وزاد غيابه من قلقها، وباتت تعيش في قلق، ولكنها ما زالت تنتظره بلهف مجنون..

————————-
عتمات لم تعدْ تشبهها..
عطا الله شاهين
لم تعد العتمات كما كانت، وقتما تعودت قضاءها كل ليلة مع حبيبها ذات زمن.. باتت العتمات لا تشبهها .. المكان يظل بلا صوته.. تجلس على أريكتها كل عتمة تتذكر ضحكاته.. تقول: لماذا لم يعد يأتي ليراني؟
تنتظر حبيبها في العتمات عله يأتي في نهاية المطاف.. تدري بأن انتظارها يشوبه القلق، لكنها مصرة على الانتظار.. فهي مشتاقة له.. ترغب في عودة تلك العتمات الصاخبة بهمساتهما ..لا تحب الصمت في عتماتها.. فهي تجلس بمفردها مع كل عتمة
تقول: ما هذه العتمات، التي لم تعد مثل عتمات زمان، فأين صوته الذي كان يملأ المكان؟ فبات المكان مملا بلا صوته.. فأين هو؟ لماذا لم يعد؟ لا اذكر بأنني أزعلته في يوم من الأيام..
ففي كل عتمة من عتمات هذه الليالي تشعر المرأة بملل قاتل، وتريد أن يعود إليها حبيبها بسرعة كي ترى صخب العتمات..فالعتمات لم تعد تشبهها بصمتها..

—————–
ليس من فراغ تتجاهله في العتمة
عطا الله شاهين
يعلم بأن تجهالها له في العتمة ليس من فراغ.. يعي تماما سبب عزوفها عنه، وتتجاهله، وتذهب لتنام بعيدا عنه.. تتحدث معه للضرورة.. يرد عليها بلا تأفف.. يدرك تماما أسباب تحاهلها له، ويتركها دون معاتبة
يدرك بأن تجاهلها المتواصل له ليس من فراغ، إنما يأتي لضعف العلاقة بينهما، فالحب بينهما بات فاترا، ولهذا تتجاهله كلما رغبت منه شيئا.. فهو يعي انزعاجها منه
لم تكن تتجاهله في زمن ولى، ولكن منذ فترة من الزمن يراها تتجاهله .. هو منزعج من تجهلها له، ولكنه يتفهم سبب تجاهلها له.. لا يغضب من تجاهلها له ..
فهي لا تهرب منه في العتمة، لكنه يبتعد عنها، ولهذا تظل تتجاهله.. تدرك هي بأن تجاهلها له لا يأتي من فراغ.. تعلم هي بأنه مقصّر.. ترغبه بلهف، ولكن لكل فعل ردة فعل، هكذا تظل تتمتم في ذاتها..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة