حين رغبتْ عيناكِ الحُبّ../ عالقٌ بعزلةٍ مع أناي …

تاريخ النشر: 16/03/21 | 12:58

عطا الله شاهين
أتدرين بأنني حينما نظرت إلى عينيك فهمت ماذا كانتا تريدان، ففي عينيك رأيت رغبة للحب.. كنتُ سارح الأفكار لحظتها، حينما وقفت على ضفة نهر متأملا منظر الطبيعة الخلاب، ومررت من أمامي، ولكنني لم ألتفت لك، وجلست على العشب، وفتحت كتابا عرفتُ فيما بعد بأنها رواية.. كانت نظراتك توحي بأنك ترغبين الحب.. أذكر بأنك طلبت مني ولّاعة لاشعال سيجارة مارلبورو، وأنا كنت أدخن سجائر من النوع الرخيص، وولعت لك السيجارة، وبقيتْ نظرات عينيك تقتلني، فعرفت بأنك تريدين الحب، هكذا عيناك كانتا تقولان بصمت..
أتذكرين في ذاك اللقاء، حينما كنت تنظرين صوبي، وأنا لم أعد حينها قادرا على مواجهة عينيك وكنت أختلس النظرات بين الحين والآخر ورحتِ تناديني كي أجلس معك.. لم أتذكر بالضبط ما أول كلمة نطقت بها حين دنوت منك، أعتقد بأنك سألت أأنت أجنبي؟ فرددت عليك: بلى، ولم أعد أتذكر بقية حديثنا، الذي كان عن هموم الحياة.. كانت عيناك باستمرار تقولان بصمت أرغب حُبّا من شابٍّ أراه لا يكترث لضربات عيني، وها هو قلق من الوقوع في حب امرأة تبدع في القنص بعينيها.. كنتُ شابّا جديدا على الإجابة عن إمتحان الحب مع امرأة ذبحني بنظرات عينيها، ولكنني قلت لها عند مغيب الشمس : أرى بأن عينيك ترغبان الحُبّ..
———————-

عالقٌ بعزلةٍ مع أناي …
عطا الله شاهين
صمت
أصرخ يا صوتي لعلّ صوتي يبدد صمت المكان، فلا أحد هنا سوى أناي، التي تسمعني، رغم صمتي المتواصل في عزلة تشبه سجنا مفتوحا. أصرخ يا صوتي في كل الاتجاهات، فلا أحد سيسمعني، ستهرب الحيوانات من صوتي، ستعتبرني مجنونا في مكان مخيف
فصمتي جنون هنا، فلماذا لا أصرخ كي أسمعني؟ فلا أحد هنا أحدثه عن همومي.. المكان هنا صامت، وأنا صامت، فلماذا لا أصرخ كي أبدد ضجري من مكان مملّ؟..
دخول
أدخل بأناي في حجرة جدرانها مليئة بغبار الزمن، أدخل إلى عزلتي كي أبدد مللي من صمت المكان، فدخولي بعد صراخي المدوّي سيكون دخولا مختلفا.. هناك سأصغي للصدى، الذي أسمعه يرتد من جدران حجرة معلقة عليها صور لامرأة لم أرها في الحقيقة، فقط مجرد اعجاب مني لعينيها الخضراوين..
مربع
هنا مربع لا أستطيع الخروج منه، فكلما أرغب في الابتعاد عن المكان أراني أخفق وأعود إلى مربعي الأول، أي إلى عزلتي في مكان موحش، فلا أحد أتى إليّ منذ سكنت المكان بمحض إرادتي.
تفكير دائم في عزلتي
عالق بعزلة مع أناي، أفكر دائما في سبب مجيئي للانعزال، هل لأنني لا أحب أن يزعجني أي أحد في اكتشاف اللاشيء؟.. أنا هنا مع أناي عالق في حجرة علّقت عليه صور امرأة لم أقابلها إلبتة، فقط أعجبت بعينيها الخضراوين، اللتين يجذبانني نحو قداسة الأنوثة، كهذه المرأة التي تجعلني أبحث عنها في أحلامي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة