هذيانٌ مِنْ دفءِ امرأةٍ باردة

تاريخ النشر: 18/01/21 | 13:26

عطا الله شاهين
لا يدري لماذا يرى ذاته يهذي كل عتمة، حينما يرقد بجانب امرأة يحبها رغما عنه، فهو أشفق عليها ذات مساء، عندما رآها ترتجف على مدخل درج المترو، ومنذ ذاك المساء لم يعرف لماذا يظل يهذي، رغم أنها لا تدفئه المرأة، فهي امرأة باردة حتى في كلماتها ودلعها.. فحديثها معه الذي يبرّد جو الحجرة.. يقول: ما هذا الهذيان، الذي يصيبني كلما رقدت بجانب امرأة باردة، فهي لا تدفّئني، رغم منحي لها كل الحُبّ..
ففي كل صباح تسأله لماذا لا تدفئني بحبك؟ فأنا أرتجف كل عتمة، لكنني أراك تهذي، فهل دفئي البارد يجعلك تهذي؟
يقول لها: أنا فعلا أهذي، لكنني لا أدري لماذا؟ فأنت دائما تعانقينني ببرودة وبلا مزاج، ولكنني أراني أهذي من دفئك البارد.. تبتسم له، وتقول: أنت تهذي حتى دون أن أقتربَ منكَ، فهل ما يجعلك تهذي هو جسدي الانسيابي، الذي اندهشت منه، حينما رأيتني ذات مساء بملابس خفيفة كنتُ أرتجف فيها من برْد الشّتاء..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة