ضحكاتُ الحيّز.. والصمت../وصيّةٌ مثقوبة من امرأة مجنونة..

تاريخ النشر: 12/11/20 | 13:19

ضحكاتُ الحيّز.. والصمت..
عطا الله شاهين
سترتْ العتمة مكوثنا الممل في العتمة
وكنا نحاول تبديد الملل في حيزنا المعتم بضحكاته وصمت المكان..
كم كنا نود الضحك مع ضحكات الحيّز المحبب لنا والمعتم منذ زمن
لنبكي ونضحك على حيّزنا المعتم
ويسخر من المترفين حين يروننا قاطنين في حيز معتم ..
كي يقهرونا ببيوتهم الفارهة والمضاءة بكشافات لا تنتطفئ في الليل والنهار..

كم كنا حزينين لبقائنا في حيز يقتله الصمت..
وفشلنا في قتل الملل
آذاننا كانت تصغي لصمت المكان ولضحكاته..
….
كم صمت الحيز الذي نحن فيه يحيرنا
صمت في عتمة عتمت حيزنا منذ سرمد..
بانوراما معتمة لحيزنا..
تحزن عيوننا من ليل بلا قمر.
إنه حزن مؤقت
لحيزنا ولنا ..
….
إنا نصمت في عتمة الليل
وكم من الحزن غيرته ضحكات الحيز الذي نعشق رائحة حجارته..
حتى لا نشتم عتمة الليل..
—————————–

وصيّةٌ مثقوبة من امرأة مجنونة..
عطا الله شاهين
ظل الرجل يفكر لدقائق معدودة، عندما خرج إلى باحة المستشفى لتدخين سيجارة وكان أتى لزيارة صديقه المريض، وراح يقول لذاته: ما هذه الوصية، التي أعتطني إياها امرأة مجنونة رأيتها ترقد على السرير بجانب صديقي المريض، الذي بات يتدلع كما آراه في آخر عمره، وأي شيء يحدث له ولو بعضُ السّعال يقوم أهله بنقله إلى المشفى. راح الرجل يقرأ الوصية مرات ومرات، ولم يفهم ماذا تقصد تلك المرأة من كتابة الوصية، التي قالت فيها لا تتزوج من امرأة تحبك، وبعد الانتهاء من تدخين سيجارته، عاد إلى المرأة، لكنه لم يجدها، فسأل عنها فقالوا له: نُقلتْ للعناية المكثفة. وبعد أيام تحسّنت صحتها، فعاد مرة أخرى ليعود صديقه المريض، وسأل عن المرأة، فقالوا له: إنها الحجرة المقابلة لحجرة صديقك، فذهب صوبها، وقال لها الحمد لله على سلامتك، فقالت له: هل قرأت وصيتي؟ فردّ عليها: بلى، ولكنه قال لها: من الصعب أن أتزوج من امرأة لا تحبني، فبلا حب كيف سأعيش معها، فالحب يا عزيزتي هو أساس العيش الأزلي على هذه الدنيا. فضحكت المرأة وقالت : أحببت رجلا توفي منذ زمن، لكنه كان يخونني مع امرأة أخرى، فتركته للأبد. فالرجل بغريزته ينظر إلى النساء حتى لو كانت امرأته أجمل امرأة في الكون. فقال لها الرجل: المرأة هي جاذبة للرجل لأسباب فلسفية بانورامية جذابة، فقالت له: ليس كل النساء يفهمن قيمة الحب، فوصيتي أن لا ترتبط بامرأة تحبك، لأن حبها لن يمنعك من النظر صوب نساء أخريات، انها وجهة نظر، وأنت حرٌّ في قناعاتك. فشكرها الرجل وخرج ليودّع صديقه المريض، الذي رآه يسعل سعلات خفيفة، وذهب إلى بيته. وفي الطريق راح يضحك ضحكات مجنونة، وقال في ذاته: وصية مثقوبة من امرأة على ما يبدو بأنها مجنونة تفهم الحُبَّ بطريقة معاكسة….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة