خربشات امرأة على حيطان الملل / التصاق جنوني لعاشقيْن على حافّةِ الكوْنِ

تاريخ النشر: 07/06/20 | 19:32

خربشات امرأة على حيطان الملل ..
عطا الله شاهين
امرأة متوترة من جلوسها في حجرة مضاءة بضوء فسفوري..
لا تجيد إلا الخربشات على حيطان الملل ..
هناك ترسم صورة رجل تعشقها، لكنه هجرها منذ زمن ورحل مع امرأة جاهلة في الحب..
تمضي وقتها في خربشاتها على حيطان أسكتها الملل منذ بقائها بمفردها دون حب ..
تخربش على الحيطان جسد رجل تعشق كل شيء فيه حتى طول شَعره..
ترسم كل يوم صورته وتخربشها بأقلام لون حبرها أحمر
الضوء الفسفوري يوترها مع لون الحيطان، التي باتت حمراء ومملة من فوضى الرسم..
تتذكر خربشاتها ذات زمنٍ حين كانت ترسم قبلاتها بفوضى مرتّبة على شفتيه..
تقول: الخربشات الآن لا طعم لها !
فعلى حيطان الملل خربشات أتوق إليها، ولكنّ عبثا..

_________________________

التصاق جنوني لعاشقيْن على حافّةِ الكوْنِ
عطا الله شاهين
على حافة الكون كُنّا أكثر التصاقا
كنتِ تهمسين عن اقتراب موتنا الهادئ
لم نبحث ما وراء الكون ..
إنها معادلة صعبة لفهم الفراغ، كصعوبة الحبّ بلا عناق
البرد هناك جعلنا ملتصقين ببعض كالتصاقِ الغِراء بالخشب ..
لم نتخاصم منذ سرمد!
كنا عاشقيْن مثالييْن في الحُبّ..
كنا نعلم بأنّ الموتَ مصيرنا..
دفّأنا بعضنا بجسدينا المرتجفيْن من برْدِ حافة الكون
لم ندرِ كيف وصلنا إلى هنا!
كان التصاقنا جنونيا ..
هناك لم نرَ أي ضوء..
العتمة السرمدية على حافة الكون لا تشبه أية عتمة
كنتِ تلتصقين بي كلما هبتْ الرياح الباردة
كنت تعلمين بأننا لن ننجو هناك على حافة كون لا نهاية له
رغبت أن نلتصق أكثر لنموت ملتصقين
كنت ترمقين الفراغ المعتم فيما وراء الكون وتهمسين عن جنون صمته
كنت تلتصقين بي كلما سكتنا عن الكلام
كنت خائفة من الموت إذا سبحنا فيما وراء الكون
همستِ التصق بي أكثر كي لا تبعدنا عن بعض رياح حافة الكون
قلت: منذ سرمد التصق بكِ..
فلا تخافي سنموت ملتصقين..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة