انتظرُ دفئاً منكِ على حافّةِ الكوْنِ / كان عتابه الأخير لها قاسيا../ أعذريني، فأنا عالق في العدم منذ زمن ..

تاريخ النشر: 31/05/20 | 13:07

انتظرُ دفئاً منكِ على حافّةِ الكوْنِ
عطا الله شاهين
على حافة الكون أراني محلّقا في فراغ معتم
تهتُ منذ سرْمد في بحثي عنكِ
أرتعش على حافّةِ الكوْنِ من برْدٍ ميتافيزيقي لا يشبه أي برْد
انتظر دفئا منك،
فتعالي قبل أنْ اختفي في العدم..
فلا شيء ما وراء الكون إلا برْداً قارسا وصمتا لا يشبه أي صمت
لا أرغب سوى الدّفء منكِ
فأسرعي نحوي قبل أن أسقط في قاع الفراغ الكوني
فحين ترينني سأكون منكمشا ككون لم يشبهه
هنا بت أرتجف من برْد وصمت؛ وهذا الارتجاف سيميتني
فهيا تعالي لانتعش بدفئك
فعلى الأقل سأموت بجسد دافئ
ها أنا على حافة الكون أنتظر دفئك
فتأخّركِ عليّ هو بداية دخولي في ما وراء الكون
فهناك لن تجديني حيّا
فالدّفء منكِ هو الذي سيعيشني لحظات من السُّرور
انتظركُ على حافة كوْنٍ معتم منذ سرْمد
فقط الدّفء منكِ هو الذي سيمنحني زمنا من الحياة…
________________

كان عتابه الأخير لها قاسيا..
عطا الله شاهين
حين فتحتْ موبايلها بعدة مدة من الزمن من اغلاقها له، راح يعاتبها بقسوة لم تتوقع منه لحظتها بأن يعاتبها على إغلاقها لموبايلها لفترة من الزمن بسبب زعلها منه ذات مساء، حينما كانت برفقته على العشاء، لكنها ظلّتْ تسمع كل ما قاله على الموبايل، وفهمتْ بأنه يحبّها، فقالت له: معك حق، لقد كنت مخطئة، فلا تزعل مني، ورغم قسوتك عليّ في عتابك، إلا أنني أتفهّم كل كلامك، الذي للتّوّ قلته لي بتوتركَ العادي، فقاطعها، وقال لها: كلا، لن أعتاتبك بعد اليوم؛ فهذا هو عتابي الأخير لكِ على ردّات فعلك الصّبيانية، ففي المرة القادمة سأقطع العلاقة معك نهائيا..
كانت تسمع كلماته بصمت جنوني، وحين أنهى كلامه، وعدته بأن تكون مختلفة حتى في الحب، فودّعها على الموبايل بكلمات لطيفة طرّت قسوة حديثه معها، وحين جلستْ على أريكتها، قالت في ذاتها: رغم قساوة عتابه، إلا أن نبرة كلامه معي كانت تشير إلى أنه يحبّني، فعتابه الأخير كان قاسيا، وفي نفس الوقت سمعتُ منه كلاما مهذبا جعلني تواقة لرؤيته بلا توتر، فهو لا يليق به التوتر، ونظرت إلى صورته، وقالت: ما أروع ابتسامتكَ أيها الرّجُل، الذي تزعل من كل شيء.. فعتابكَ قاس هذه المر،ة لكنني أُحبّه بغضبه، سأنسى عتابه للأبد…

__________________________

أعذريني، فأنا عالق في العدم منذ زمن ..
عطا الله شاهين
ذات حُلْمٍ اختفيتُ في العدم، وعلقت هناك منذ زمن..
كنت تبحثين عني بتلهف..
فهمست لك أنا عالق في العدم ..
كنت ترغبين عبر موجات كهرومغناطيسية الوصول إلى اللامكاني
لم تتمكني من كسر قواعد الفيزياء للوصول اليّ،
لكنني أتيتك ذات حلم عبر الجالوغراما،
فسررت من رؤيتي لثوان معدودات، وعدتُ الى عدمي
قلت لك أنا عالق منذ زمن في عدمي ولن تتمكني من عناقي سوى في الحلم ..
تبكين بلا انقطاع على وجودي في عدم لم أختره
ها أنا مشتاق لك، لكنني لا أستطيع العودة إليك سوى في الحلم
فاعذريني فأنا عالق في عدم منذ زمن..
فهل سأخرج من العدم بقوانين الفيزياء من طاقة مظلمة؟
أعتقد بأنني سأموت هنا في اللامكان في ما وراء ميتافيزيقا الكون..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة