ما أصعب الحُبَّ حين يأتي دفعة واحدة!..

تاريخ النشر: 27/05/20 | 13:56

عطا الله شاهين
لم يكن يدري ذاك الرجل الأنيق بأنه سيقع في حُبّ امرأتين ذات يوم مغبر، حين تعرّف على المرأة الأولى بينما كانت ينتظر حافلة في جو ملأه الغبار، وأما المرأة الثانية فتعرّف عليها حين اصطدم بها خطأ، بينما كان عائدا من عمله مشيا على الأقدام، فاعتذر لها، لكنها أوقفته، بينما كان يهمّ بالخطو، فنظر صوبها، وأعجب بها، وفي تلك اللحظات لم يتذكر المرأة الأولى، وبدأ يواعد الإثنتين، ولكنه توصّل إلى نتيجة، بعدما رأى بأن الحُب مع امرأتين، وفي ذات الزمن صعب أن يتخيله، فقال في ذاته: ما أصعب الحُبّ حين يأتي دفعة واحدة! فهاتان المرأتان تُحبّانني، ولم تدرِ الأولى بأنني أحبّ الثانية، والعكس صحيح، فجلس على أريكته ذات مساء، وقرّر مصارحتهما بالحقيقة، وحين التقى الأولى على جسرٍ خشبي ذات يوم مشمس، قال لها أتدرين بأنني أحبك، ولكنني أحب امرأة أخرى، فحزنت من كلامه، وتركته لوحده ينظر إلى الأسماك في نهرٍ مياهه وسخة، وقال في ذاته: ماذا سأقول للمرأة الثانية؟ وحين أتتْ المرأة الثانية إلى المطعم، الذي دعهاها إليه، هناك جلس يفكر مليا، لكنه كان مصرّ على مصارحتها هي الأخرى، وقال لها بعدما نفث دخان سيجارته في الهواء: أتدرين بأنني وافع في حُبّ امرأة أخرى، فحزنت من كلامه وتركته يجلس بمفرده في مطعم أطلّتْ منه نادلة وراحت تنظر بإعجاب إليه فرآها تنظر صوبه فقال ماذا تريد هذه النادلة، فما القصة؟ فالحب يأتي دفعة واحدة، لا، فصعب هكذا، لا أستطيع أن أظلّ متمرمطا بين حبّين، وها هي هذه النادلة ترغب في الوقوع في حبي، هكذا تقول نظرات عينيها، لا، كفى، سأغادر هذا المطعم في الحال، فقام من على كرسيه متجهّما دون أن ينظر للنادلة، التي راحت تسأله أيوجد مشكلة؟ فالرّجل خرج من المطعم بخطوات سريعة، ولم يلتفت لها، وفي الطريق قال: ما أصعب الحُبّ حين يأتي دفعة واحدة! ففي المرة القادمة لن أحبَّ سوى امرأة واحدة، هكذا سأقنع قلبي الليلة بأن لا يفتح بابه لامرأة أخرى..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة