حُزْنٌ أزرق أمام بوْحِ المرايا

تاريخ النشر: 11/05/20 | 10:30

عطا الله شاهين
وقوفها أمام مراياها كل يوم يذهلها،
تنظر من مرآة إلى أخرى لتبوح لها المراياعن تعبها من عكسها لحيطان حجرها الباهتة من لونها الممل.
وحين تنظر المرأة إلى وجهها في المرايا ترى بوحها الحزين عن مللها من حزن سرمدي..
تنذهل من بوح المرايا الحزين،
فتعود إلى حجرتها، وتسأل ذاتها: هل بوح المرايا يحكي عن حزني بصمتها الغريب ؟
فالمرايا تبوح لها عن عشقها لوجهها المبتسم، فلماذا تحزنها بوقوفها أمامها منذهلة من عينيها الغائرتين من بكائها السرمدي؟
تعود المرأة وتنظر في المرايا بكل صمت؛ وترى وجهها المنعكس منها تحت ضوء أزرق..
فالبوح من المرايا يهمس لها عن وجهها الأزرق، الذي يبين حزنها في عينين غائرتين من بكاء سرمدي على حبيبها، الذي مات في بحر أزرق..
فمنذ موته أضاءت حُجراتها بضوء أزرق لتغرق مع حبيبها، كغرقه في زرقة بحرهائج ذات عتمة ولّت..
فالمرايا تبوح لها بوحا حزينا، وتظل في حزن أزرق تبكي أمام المرايا
تتعب من بوح المرايا، وتنعس على أريكتها وتغرق في بحر أزرق..
وفي الصباح ترى وجهها في المرايا، تمسح دموعها من على وجنتيها، لكن المرايا تعاود البوح عن حزن امرأة فقدت حبيبها في بحر أزرق.
فالمرايا تبوح لها كل يوم عن حزن سرمدي تحت ضوء أزرق
حجراتها يملؤها الفراغ الأزرق ..
إنه الحزن الأزرق من بوح مرايا عاكسة لعينين غائرتين لامرأة تبكي تحت ضوء أزرق أمام مراياها بلا توقف على حبيبها، الذي غرق في بحر قبل عقود من الزمن.
فالمرايا تبوح للمرأة عن تعبها اليومي من رؤيتها لعينين باكيتين وحيطان باهتة بلونها الحزين والممل ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة