قلمُ حِبْرٍ سائل: صديقي في العُزلة
تاريخ النشر: 19/12/19 | 14:03عطا الله شاهين
ليس لي أصدقاء في عُزلتي، ولا يوجد هاتف خلوي ذكي، ولا جهاز لابتوب، ولكنّ صديقي الوحيد في تلك العزلة هو قلم حبرٍ سائل أعتبره الصّديق، الذي به أخربش نصوصا على أوراق بيضاء تركها لي شاعرٌ جنّ في عزلته، ولكنه استسلم في النهاية للرّحيل، لم يترك أي شيء سوى بضع رزم من ورقٍ أبيض بات يصفرّ لونها مع مرور الأيام، أنا منعزل عن العالم منذ دهرٍ، وأكتب نصوصا عن لغز المرأة، أقرأ روايات لكتّابٍ عالميين أنام على أريكة مهترئة.. أتغطى بلحافٍ أبيض.. فكلما أردتُ الكتابة أراني أتناول قلمي، الذي أراه صديقي الوحيد في عُزلتي، فهو القادر على إبحاري في بحر الكتابة للبوح في النصوص عن شاعرية المرأة، فلولا قلم الحبر السائل لكنتُ مللتُ من المكوث بين جدرانِ غرفة مطلية بلون باهتٍ.. أحرص أن لا ينتهي الحِبْرُ السائل لقلمي، لأنني أعتبره صديقا في عزلةٍ يبدو بأنها في بدايتها، فالروايات التي أقرؤها أراها لا تنافس قلم الحبر السائل لتكون صديقي، ففي غمر الكتابة لا أنعس وأراني سائرا كقطار يسير على سكة الحديد بلا توقفٍ، أمّا قراءتي للروايات بكل تأكيد تسرّني، ولكن النعاس يغلبني بعكس القلم الذي أمسكه ويظل يخطّ على ورق أبيضٍ دون توقّفٍ..