قطوف من الحضارات / الحضارة الكردية

تاريخ النشر: 25/03/19 | 10:36

قطوف من الحضارات
الحضارة الكردية
عائلة بدرخان ٢-٢
يعتبر جلادت بدرخان أحد ابرز اعلام عائلة بدرخان ..جاء مولد جلادت في اسطنبول بتركيا حيث تعلم بها الي أن انتسب الي الكلية الحربية وتخرج ضابطا بالجيش العثماني الا ان جل حياته قضاها في المنفي حيث اصدر مصطفي كمال اتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الوليدة قرارا بنفي واعدام عددا من الزعماء الاكراد ومنهم جلادت مما اضطره الي مغادرة تركيا ومتابعة دراسته بالحقوق بألمانيا وبعد تخرجه سافر الي مصر ثم لبنان ثم سوريا..شارك جلادت في اتون الحرب العالمية الاولي والتي اعقبها دعوات بحق الشعوب المستعمره في تقرير المصير فشارك المبعوث الانجليزي ميجر نوئيل في جولته في انحاء كردستان للوقوف علي تطلعات ومطالب الشعب الكردي وكانت كردستان علي قمة بنود معاهدة سيفر والتي ارغم الباب العالي علي توقيعها بعد خروجه مهزوما من الحرب لتكون المسمار الاخير في نعش الهيمنة العثمانيه علي المناطق غير الناطقة بالتركية كلغة اساسية واحلال الانجليز والفرنسيين محل العثمانيين المنسحبين من هذه المناطق…كانت مرافقة جلادت لنوئيل محطة فارقة في حياته وفي مسيرة الحركة الثقافية الكردية حيث اعجب بطريقة نوئيل في تسجيل التراث الكردي الشفهي بأحرف لاتينيه فوجدها طريقة افضل مرونه في استيعاب كافة المفردات الكردية ويعتبر جلادت رائدا من رواد الصحافة الكردية في المهجر فقد اصدر مجلة هوار عام ١٩٣٢ من دمشق وقد تضمنت الاعداد الستة الاولي من مجلته الابجدية اللاتينيه التي توصل لها والمكونة من واحد وثلاثين حرفا والتي لاقت ترحابا واسعا من الاوساط الثقافية الكردية انذاك ويقول جلادت عن ذلك في مجلة “هاوار”: “إنّ وحدة الشعوب تبدأ بوحدة اللغة كان “بسمارك” قد وجد توحيد اللغة الألمانية شرطاً لاتحاد ألمانيا وتمت هذه الوحدة على يد “لوثر” وترسخت ولا تتم وحدة الأكراد إلا بوحدة لغتهم ولا تتوحد اللغة إلا بتوحيد حروف الكتابة كما شبه الشعب المستعمر بالاسير في الزنزانة ومفتاح الزنزانة هي لغته الام .كما ساهم جلادت في نشر القضية الكردية باللغة الفرنسية ..
وكما كان مساندا للقضية الكردية لم يكن ابدا منعزلا عن هموم امته العربية فعرض دعم الانتفاضة الفلسطينية الاولي عام ١٩٣٦ بالرجال والسلاح وكذلك ابان حرب فلسطين عام ١٩٤٨ ولكن الخشية من النفوذ الكردي والذي نجح الاستعمار الغربي في غرسه كان الدافع دوما لرفض مشاركة الاكراد هموم امتهم العربية واقصائهم دائما …
وحينما حانت ساعة الرحيل وترجل الفارس الكردي عن جواده سطر صديقه الشاعر الخالد قدري خان علي ضريح جلادت :
أمير الأكراد وابن كردستان البار

حفيد بدرخان صاحب العزائم

جلادت… ذو التضحيات

وان كان جسمه مدفوناً هنا

إلا ان روحه صعدت الى السماء

في سبيل الوطن

صاحب العهد والميثاق

جعل روحه قرباناً

لم يمت هو خالد واسمه ابدي.

استاذه سروه عثمان مصطفي الاديبة الكردية
د.محمد فتحي عبد العال كاتب وباحث مصري
المراجع والمصادر :
مذكرات جلادت بدرخان
الويكبيديا العربية
مجلة هوار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة