عام اللغة العربية

تاريخ النشر: 18/12/13 | 3:05

يصادف هذا اليوم، الثامن عشر من شهر كانون الأوّل، "اليوم العالميّ للغة العربيّة" الذي أعلنت عنه هيئة الأمم المتحدّة قبل عدّة سنوات، ويسرّني، بهذه المناسبة، أن أنشر فيما يلي مسوّدة الاقتراح الذي أعددْتُه قبل أربع سنوات وقدّمتُه للجنة ناقشت مشروع "عام اللغة العربيّة".

مسودة اقتراح: لمشروع عام اللغة العربية

أهمية اللغة العربية ووظائفها:

تؤدي اللغة العربية كلغة أم وظائف متنوعة في حياة الأفراد والأمة نذكر منها:

1. اللغة وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر والأحاسيس.

2. وهي وسيلة للاتصال والتعامل مع الآخرين.

3. وهي وسيلة للتعلم واكتساب المعرفة.

4. وهي وسيلة للتفكير، فاللغة الراقية الغنية تساعد على التفكير الراقي.

5. وهي وسيلة هامة لتذويت القيم وبلورة الهوية الشخصية والقومية.

وعن أهمية اللغة والدور الذي تلعبه كتب أحمد بن محمد الضبيب في كتابه "اللغة في عصر العولمة": "اللغة من أهم ملامح الشخصية الإنسانية إن لم تكن أهمها، فهي التي تربط الأفراد بالجغرافيا والتاريخ، وتربطهم بالأرض التي قدموا منها والثقافة التي ينتمون إليها".

وأكد صامويل هتنجتون على هذا الدور في كتابه "صدام الحضارات" حيث كتب: "تعد اللغة من أهم الملامح التي تكون هوية الأمة، وتميزها عن غيرها من الأمم، فاللغة والدين هما العنصران المركزيان لأي ثقافة أو حضارة".

أهم المشاكل والتحديات التي تواجه اللغة العربية

تواجه اللغة العربية الكثير من المشاكل والتحديات التي تعيق اكتسابها وجعلها أداة طيعة تستعمل في جميع مجالات الحياة، سواء في الاستماع أو الكلام أو القراءة والفهم أو التعبير الكتابي، من أبرزها:

– عدم وجود وعي كاف بأهمية اللغة العربية ودورها في بناء الهوية الذاتية والقومية، وفي تثقيف الأجيال وتنمية مهارات التفكير والإبداع وتحقيق التقدم المنشود.

– عدم وجود سياسة لغوية موحدة وواضحة – محليا وعربيا – لاستعمال اللغة العربية المعيارية وترسيخها في نفوس أبنائها.

– عدم توفر التنسيق والتكامل بين جميع الأطراف الفاعلة والمساهمة في تطوير اللغة العربية ومهاراتها.

– عدم التنسيق الكافي بين الدول العربية – خاصة مجامع اللغة العربية فيها- بخصوص توحيد المصطلحات والمفاهيم المستحدثة والمترجمة.

– الاعتقاد الخاطئ أن اللغة العربية لغة صعبة ومعقدة، أو أنها لا تفي بمتطلبات الحياة العصرية، ومن هنا الإقبال والتهافت على تعلم اللغات الأجنبية واستعمالها.

– الازدواجية اللغوية ومزاحمة اللهجات المحكية التي تؤثر سلبا على اكتساب اللغة العربية المعيارية.

– مزاحمة اللغة العبرية ولغات أخرى في المجالات العلمية والحياتية المختلفة.

– انعدام القدوة في البيت والمدرسة والشارع ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة- وأحيانا المكتوبة- يستطيع الطفل محاكاتها في اكتساب اللغة المعيارية السليمة.

– القصور في إعداد المعلمين، سواء معلمو اللغة العربية أو معلمو المواد الأخرى. فالمفروض أن يتقن جميع المعلمين أساسيات اللغة العربية وان يعملوا على النهوض بها لدى طلابهم.

– العزوف عن المطالعة وعدم إعطائها العناية والاهتمام الكافيين سواء في البيت أو في المؤسسات التعليمية أو في وسائل الإعلام المختلفة.

– عدم توظيف الموارد الكافية لإجراء البحوث والدراسات العلمية النظرية والتطبيقية التي من شانها المساهمة في تطوير مهارات اللغة العربية واكتسابها.

أهداف مشروع عام اللغة العربية

– زيادة الوعي بأهمية اللغة العربية ودورها في بناء الشخصية، وفي بلورة الهوية الثقافية والقومية، وفي تعزيز الانتماء.

– إعلاء مكانة اللغة العربية الفصيحة المعيارية وضرورة إتقان مهاراتها الأساسية واستعمالها بيسر وسهولة في المواقف العلمية والثقافية والحياتية المختلفة.

– ترسيخ المطالعة الذاتية الحرة وتذويتها لتصبح عادة متأصلة لدى جميع الشرائح العمرية القارئة.

– تشجيع البحث والإبداع في اللغة العربية داخل المؤسسات التعليمية وخارجها.

– المساهمة في تطوير اللغة العربية وتحديثها لتتجاوب مع المستجدات العلمية والتكنولوجية.

الجمهور المستهدف في مشروع عام اللغة العربية

ينطلق المشروع ليشمل أطرافا مختلفة في المجتمع العربي في البلاد:

أولا: جهاز التربية والتعليم في جميع المراحل التعليمية، بدءا برياض الأطفال وانتهاء بمؤسسات التعليم العالي.

ثانيا: المراكز الثقافية والجمعيات الأهلية والنوادي وحركات الشبيبة.

ثالثا: السلطات المحلية.

رابعا: وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.

خامسا: الجمهور الواسع من فئات المجتمع المختلفة.

اقتراحات لفعاليات وأنشطة لتفعيل المشروع

إن تحقيق أهداف المشروع يتطلب تذليل الكثير من الصعوبات والتحديات- التي ذكرت وغيرها- وتوفير الموارد المادية والبشرية، وتنسيق الجهود وتضافرها، واتخاذ التدابير المتعلقة بالسياسة اللغوية، وبالأسرة والتعليم، وبوسائل الإعلام المسموعة والمرئية وغير ذلك.

وفيما يلي أبرز الفعاليات والتدابير المقترحة:

– إعداد نشرة حول المشروع تعمم على جميع الأطراف والقطاعات المستهدفة في المشروع.

– إعداد ورقة تصور شاملة بصورة علمية ومنهجية حول مكانة اللغة العربية وسبل الارتقاء بها في السنوات القادمة.

– عقد مؤتمر قطري يشارك فيه باحثون وممثلون عن السلطات المحلية والأحزاب لمناقشة مكانة اللغة العربية وكيفية تعزيزها والنهوض بها.

– تخصيص الموارد لإجراء البحوث والدراسات التي تسهم في النهوض باللغة العربية وتطوير مهاراتها.

– العمل على توفير المكتبات المدرسية والبلدية العامة والملائمة، وتعيين أمناء مؤهلين للعمل فيها.

– المبادرة بحملة وطنية لترسيخ المطالعة الذاتية وتذويتها، والقيام بفعاليات تحقق ذلك داخل المؤسسات التعليمية وخارجها.

– دعم طلاب متفوقين من خريجي المدارس الثانوية للالتحاق بمعاهد إعداد المعلمين والجامعات للتخصص في اللغة العربية وتأهيلهم لتدريس اللغة العربية.

– إعداد جميع المعلمين -في المواضيع المختلفة- وتأهيلهم لإتقان أساسيات اللغة العربية ليسهموا في النهوض باللغة العربية وتحسين تحصيل المتعلمين فيها.

– زيادة الحصص والساعات المخصصة لتدريس اللغة العربية في المدارس، ورفع الحد الأدنى لامتحان البجروت في اللغة العربية إلى 4 وحدات تعليمية.

– زيادة عدد المفتشين والمرشدين للغة العربية لتلبية حاجات المدارس، ولتطبيق المناهج الدراسية الجديدة بنجاعة.

– العمل على إعداد المواد والكتب التعليمية الحديثة لاستيعاب المناهج الجديدة ولرفع تحصيل الطلاب في الامتحانات المحلية والدولية في التنور اللغوي وفهم المقروء.

– القيام بعقد المحاضرات والندوات في المؤسسات التعليمية وخارجها بهدف تعميق الوعي والمعرفة المتعلقة باللغة العربية وآدابها.

– الإعلان عن مسابقات قطرية في المدارس وخارجها في الكتابة الإبداعية والوظيفية مع تخصيص الجوائز التشجيعية.

– إعداد برامج في التلفزيون التعليمي تسهم في تعليم اللغة العربية وتعلمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة