راقصة الباليه
تاريخ النشر: 07/09/16 | 13:58ذات زمنٍ جميلٍ، حينما توجهتُ للاتحادالسوفييتي بهدفِ الدراسة وكنتُ حينها شابّاً مكبوتا، ولكن وبعد فترة من إقامتي هناك تعرفتُ على راقصة باليه، ومع الأيام توطدت العلاقة لدرجة الحُبِّ ودعتني للمجيء ذات مساء حارٍّ إلى قاعة واسعة لتريني كيف ترقص الباليه، وحينما ذهبت إلى تلك القاعة بدأتْ ترقصُ، كنّا حينها لوحدنا، وشدتني برقصها من أول حركة قامت بها، بالـتأكيد لم أسمع عن هذا الرقص من قبل، ولم أشاهد صورة في مجلة ما أو صحيفة لفتاةٍ ما ترقص كهذا النّوع من الرقص.
ففي كل حركة كانت تبهرني، وبقيت أنظر صوبها وهي في قمة الأداء لرقص صعب، وكانت تقف على رؤوس أصابع أرجلها النحيفة، وكلما رقصت أكثر كلما كانت تشدني أكثر حتى أنها تعبتْ من كثرة رقصها وطلبتُ منها أن تتوقف، وحينما جلستْ على الكرسي سألتني كيف كان رقصي؟ فقلت لها رقصكِ لا يوصف من كثرة روعته، فأنا لم أر رقصا كهذا من قبل، لكنكِ جعلتني انبهر في قوة تحملكِ، وسررت من رقصك، فدنت مني وكانت تلهث من التعب، وقالت أما أنتَ فكنتَ كالأبله تنظر صوبي، وكأنكَ في حُلْمٍ جديدٍ اقتحمكَ فجأة، فرددتُ عليها لا أخفي عليكِ بأنني أول مرة أسمع عن رقصِ الباليه، فمن أين لي أنْ أعرفَ عن هذا الرقص من قبل … فراقصة الباليه عرفتْ بأنني فقدتُ عقلي حينما رأيتها ترقص، وقالت أُصدّقُ عينيكَ المجنونتيْن في التّحديق صوبي وكأنهما تريدان افتراسي..
عطا الله شاهين