الموْتُ في البحر مخيف، لكن تحت القصف أخوف

تاريخ النشر: 21/08/16 | 0:59

كانت تعلمُ تلك المرأة بأن الموت في البحر مخيف، لكنها كانت تعلمُ بأنَّ الموتَ تحت دكّ القذائف والمدافع وقصف الطائرات أخوف، فمدينتها ما زالت تتعرض للقصف المجنون، فتلك المرأة رأتْ موتا آخر، حينما بدأ القارب يغرق ذات ليلة فرّ فيها اللاجئون، رأت موتا مخيفا، لكنه لم يكن مرعبا كرعبِ القصف، رغم أن أصحاب المراكب رأوا المرأة ومن معها يغرقون، إلا أنهم لم يفعلوا شيئا، وكأن التنافس عليهم جعلهم يحقدون، فحاولتْ تلك المرأة السباحة، لكنها في النهاية تعبتْ، واستسلمت للمياه الباردة في عتمة مخيفة، وغاصت في بحرٍ متلاطم الأمواج، وعمّ صمتٌ رهيبا بعدما غرق القارب تحت سماء صافية، فقالت تلك المرأة قبل أن تغرق: لم أكنْ أعلم بأنّ الموتَ هنا مخيف، لكن الموت هناك كان أخوف، هكذا شاهدتُ الموتَ في مدينة كانتْ وما زالتْ تدكّها القذائف..

عطا الله شاهين
3talla7shaheen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة