في تجاعيدِ وجهها شاهدتُ كل معاناتها

تاريخ النشر: 17/08/16 | 16:32

قابلتها بالصدفة، امرأة حفرت التجاعيد وجهها الجميل واستغربتْ من أن التجاعيد لم تنل مني بعد، فقلتُ لها على الرغم من التجاعيد التي في وجهكِ، إلا أنكِ ما زلت مشرقة بجمَالِ وجهك البسّام، ففي تجاعيدها شاهدت معاناتها من قسوة السنين، التي عاشتها في التنقل على الحواجز، والسير لمسافات تحت الشمسِ كانت لا تقدر على الوقوف طويلا، وضجيج السيارات لحظتها منعني من أنْ اسمعها، فقلتُ لها لنقف بعيدا عن جنون المدينة وأصواتها وفوضى الحياة فيها، ولنقف في ذاك الشارع لكيْ نتحدثَ عن الماضيالجميل، وفي الطريق قالت ما أجمل أيام زمان، كانت المحبّة بين الناس جلية، والكل يساعد الكل، أما اليوم فالوضع تغيّر، والناس تغيروا حتى أن الواحد بطّل يسأل على جاره، فالقيّم يا صديقي تتلاشى لا أدري أهو البطر، الذي دبّ في الناس أم أن اليأسَ الذي تراه على وجوههم جعلهم يتغيّرون، فقلت لها كلاهما جعلا الناس يتغيرون نحو الأسوء، مع أنه ما زال هناك ناس رائعين في تعاملهم، وحينما كانت تتحدث معي شاهتُ كل معاناتها جلية في خطوط تجاعيدها التي حفرتها السنين، وستأذنتُ منها لأنني كنتُ مستعجلاً، وودّعتها وقلتُ لها : الله يعين الناس على كل معاناتهم ومشاكلهم التي لا تنتهي..

عطا الله شاهين
3talla7shaheen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة