حين تختارُ الموْتَ مجبراً

تاريخ النشر: 01/08/16 | 0:25

على الرغم من أنك تهرب من الموت من تحت القصف المجنون، الذي يدكّ بلدتكَ المقطوعة عنها المياه والكهرباء، إلا أنك تفكر في الهروب تحت جنح الظلام عبر تسللكَ إلى حدود دولة ليتمّ تهريبكَ إلى دولة أخرى، لكن بسبب كل هذا يمكن أن تموت مجبرا، حينما تبدأ أولى حلقات مسلسل الهروب من تحت القصف والاشتباكات إلى الطرق التي يسيطر عليها قطاع الطرق، ومن ثم عبر حدود يقفون عليها جنود يبتزّون عادة الفتيات الجميلات، لكي يتغاضوا عنهن، ولكن بدفعهن ثمن، فلا شيء بالمجان، فهناك يجبرن على تقديم شيء لهم، لأنه لا خيار أمامهن أمام أؤلئك الجنود المتوحشين سوى الرضوخ، ولهذا حينما يهرب المرء يتندم في طريقه على الهروب، ويقول لو متّ تحت القصف لكان أشرفَ من أن أُهان وأذلّ، مع أنه يمكن أن يتعرض الإنسان للموت، إذا قاوم أؤلئك الجنود الوحوش، الذين تراهم في حالة الحرب مسعورين، فحين تختار الموت مجبرا، فليس أمامكَ سوى الموت، فأنت تختار الموت، لأنكَ لا تعلم بأن الموت هو الموت، لكن الموت في بلدكَ يظلّ أهون من الموتِ على أيدي قطّاعِ طرقٍ، أو في البحر من جراء القوارب المتهالكة التي تنقل المساكين، أو من جنود يبتزون النساء الجميلات، لأجل قتل الرغبة المجنونة، فحين تختار الموت مجبراً فهذا يعني أنكَ وقعت في حالة صراع داخلي بينك وبين ذاتكَ أي الهروب من الموت إلى موتٍ آخر مجبراً من حالة الحرب، ومن القصف المجنون الذي يدكّ بلدتكَ ليل نهار، ولهذا تفكر أن تهربَ من الموت، ولكنك لا تعلم بأن موتا آخر ربما ينتظركَ..

عطا الله شاهين

Untitled-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة