باقَةُ شَوْكٍ

تاريخ النشر: 21/04/16 | 2:26

(1)منذُ أن هبَطْتُ عن الشّجرة، وأنا أحملُ شَوْكةَ صَبَّارٍ. وها هي ما تزالُ تُسافِرُ في دمي؛ كُلَّما فتَحْتُ نافذتي على خطيئَةٍ، تَخِزُني في سُويْداءِ قلبي.
(2)لا تعرفُ اليَمامةُ من الكلامِ غيرَ الهديلِ و”السّلامُ عليكُم”. وحينَ تهبُّ عليها عاصفةٌ في شكْلِ صَقْرٍ، تحتَمي بشوكِ عوسَجةِ مُلقاةٍ على قارعةِ الزَّمان.
(3)قُلنا في زمَنٍ مضى: يَستَبْسِلُ الشَّوْكُ فتحظَى بالمَجْدِ الوَرْدَةُ. لكنَّنا اليومَ رأيْنَا شوكةً بلا رأسٍ تهتفُ لوردةٍ بلاستيكيَّةٍ.
(4)شُجَيْرَةُ قندُولٍ توزِّعُ الرّحيقَ والقناديلَ الشَّمْسِيَّةَ بالمَجّان، وتدافعُ حتى آخرِ شَوكةٍ عن آخرِ شِبْرٍ على حافَّةِ الأَرض.
(5)الشّوكةُ صراحةٌ جارحةٌ.الوردةُ حفْنَةُ إغراءٍ،والرّحيقُ تحيَّةٌ عسليَّةٌ، أحيانًا،وأحيانًا، فخٌّ للذُّباب..
(6)الطَّريقُ إلى الوَرْدِ مرصوفةٌ بالشَّوْك.الطَّريقُ إلى الشَّوْكِ مرصوفةٌ بالجَهْلِ وجُثَثِ الأسئِلَة.
(7)مرّتْ سنَةٌ ضوئيّةٌ وَوَرْدتُنا تبني رماحَها.في اليومِ التّالي اشتراها عابرُ سبيلٍ بعشرينَ سِنتًا مُزوَّرًا.
(8)يسألُني طفلٌ منسيٌّ في الأزقّة: ألم يكتُبْ أحدٌ عن دورِ الشَّوكِ في التّاريخ.
(9)حينَ تتعرَّى الوَرْدَةُ تموتُ.حين تتعرَّى الشَّوْكَةُ تحيا.
(10)إكليلُ الشَّوكِ قد لا يُنقِذُ البشريَّةَ، لكنَّهُ يُفصِحُ عن لونِ الدَّمِ ويصونُ ماءَ الوجه..
(11)حينَ تَنحنِي الوَرْدَةُ خلفَ سُورِ الحديقةِ، حتّى تمرَّ الرّيحُ،يتحفّزُ الشّوكُ..
(12)فتّشتُ في شوارعِ المدينةِ؛القلوبُ مليئةٌ بالماء ولا أحدَ يبيعُ باقاتِ شَوْكٍ.
(13)تسألُ بلقيسُ، كلَّما أطلَّتْ من الحِكايةِ:ماذا لو حطَّتْ نَحْلَةُ سليمانٍ على رأْسِ شَوْكَة؟.
(14)الشَّوْكَةُ ناسِكٌ، يملأُ بطنَهُ بالقِلَّةِ تحتَ سقفٍ الفَراغ..
(15)حينَ أفاقَتِ القبائلُ في المدينة، وجعلَتْ جفنيَّ موقِدًا،صارَ قلبي قُنفُذًا.

بقلم: فريد غانم

fredqasem

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة