ابراهيم جبارين يكتب عن ذكرياته مع انس وعبادة

تاريخ النشر: 07/07/13 | 23:43

بسم الله وصلاة وسلام على اشرف الخلق محمد رسول الله …واما بعد , لا يزال قلبي يرقص طربا لزقاقات الحاره وبيارات الحاره وارصفتها وشوارعها وزينتها ومسجدها والصلاة في المسجد والتقاء الاحبه والصحبه ولكن… من التفاف اخر وجهة ثانيه كيف ستكون عيشتي.. بعد الحبس البيتي هي اصعب ايامي لا محال لاني كنت في حبس ولا اعلم ماذا يدور حولي ولا ادري ما يوجد في الخارج انتم عرفتم انهم قد فارقو الحياه حقيقة وصدقتم هذا المصاب المؤلم اما انا للاسف لا اعلم اي شيئ وانا معتاد كل يوم ان يكونو بجانبي .

الان مهما كثر اصحابي وازدادوا لن احصل على مثليكم يا انس ويا عباده .

كما كنت اسابقهم بحفظ القران وكنت اسابقهم بالصلاة في جماعه على محور الايه "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" ولكن الان لا يوجد انس ولا عباده …انا لم ازر قبورهم منذ شهر لظروف الحبس البيتي واما بعد الحبس سأزور قبورهم وامرغ وجهي بترابكم الطاهر وسازور ابائهم وامهاتهم وساعلم ان عباده وانس قد فارقوا الحياه بحق وليست اوهام . انا رجل مؤمن بالله و بالقضاء والقدر , حلوه ومره وخيره وشره.

لكن انا معتاد على ان اراهم دقيقه بعد دقيقه اما الان بعد الحبس الموجع ساذهب لحارتي واجتمع مع الناس ولكن لا اجد مثل ريحهم . يوجد مثلهم ولكن ليسو بمرتبتهم.

انا اكثر انسان يوجد لديه اصدقاء لكن مثلهم صعب كثير ان اجد. فكل ما احب بشخصيات الشباب التي ارغبها ويكونوا على دربي لا يوجد الا قلة قليله. فهم لا يشتمون الناس و لا يدخنون و لا يغتابون ولا يحقدون.

اللهم اني لا اسالك رد القضاء ولكن اسالك اللطف فيه،كانت ايام جميله انس مصطفى جبارين يا غالي على قلبي مواقفك الجليله والمهيبه كثر ولكن اذكر موقف هو انه كان ياتي كل يوم الى بيتنا منذ الصباح وكانت ظاهره بيننا جميله ان لا نستحي من بعضنا البعض ويدخل للمطبخ وياكل وانا اضحك عليه وكذلك الامر مثله كنت ادخل بيوتهم وافعل كما يفعل انس، هذه من باب المحبه بالله، وكان يحب سماع القران عندي في الحاسوب والاناشيد الاسلاميه وهناك شيئ جميل فيه عندما نكون في مسجد الاقصى كان كل ما يشاهد امراه تتسول كان يضع مبلغ قليل قليل، ويمضي وقت قليل يرى امراه اخرى تتسول يضع مبلغ قليل وعباده قال لي انه هكذا كان في العمره.

هذه في ميزان حسناتك انس حبيبي حنون القلب محبوب بين الناس الجميع يحب مزاحه الدالع والمضحك وكان يتدرب مع خاله شكيب (البكس) عندما سمع بحديث النبي ان المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف… انس اللهم ارحمه رحمة واسعه .

عباده مفيد جبارين يا بلسم الروح : يكفي فخامة الاسم . ام عباده عندما كانت حامل في عباده في المشفى امي كانت تلدني، انا وعباده تعرفنا على بعض في الصف الخامس في المساجد مع الشيوخ وبعدها تعرفنا اكثر في التدريبات مع فريق النور الفحماوي . هو كان يتدرب مع فريق اخر لكن كنت اقابله في الملعب عند التدريبات ومع مدا الايام تعرفنا اكثر وكنا نتسابق بالحفظ.

عباده كان قلبه حنون على احبابه ولكن العناده في قلبه كنت احبها لاصراره، احبها فيه لانه اذا اصر على شيئ لا احد يقول له لا.

كان يتصدق كثيراً عندما نذهب لمسجد الاقصى وفي مسجدنا ولكن لا احد يعرف انه يتصدق. عباده ايمانه بالله رهيب رغم الشده يذهب للمسجد في عين النبي ليصلي الفجر واذا قلت له اين صليت يقول لي ان لم تصدقني فسال الشيخ انس الحلمي اللهم ارحمه رحمة واسعه يا الله . وهناك ملاحظات كثيره وما زلت اقول ان سبب موت الشابان عباده وانس كانت من ملاحقة الشرطه . صحيح قضاء وقدر ولكن كانت ملاحقه 100% وهذا الجيل الجميع من ابنائنا يسوق وهذه عبره لابنائنا وعندما تيسر لي الامور بالزوجه الصالحه وانجاب منها اطفالا صالحون لاقامة هذا الدين ساحدثهم بما حل بي انا واعز اصحاب لي كي تكون لهم عبره.

واما عذابي سيكون اشد عذاب بعد الحبس البيتي لاني سوف ازور قبوركم وسازور امهاتكم وابائكم، هذه الايام فقط تريد الصبر والتحمل اللهم اني لا اسالك رد القضاء ولكن اللطف فيه. رسالتي الى صاحب الشاحنة *******

طلبنا منك ان تضع شاحنتك الى مكان بعيد واوسع ولكن رغم انك لم تلبي طلبنا الخفيف نقول لك مره اخرى، عندما طلبنا منك ذهبت ووضعتها بجانب مكان محل(ابو شكيب).

قبل الحادث بـ فتره حصل حادث خفيف ودخل تحت شاحنتك وهذه المره الثانيه وهذه الملاحظه يجب ان يراها رئيس بلدية ام الفحم

رسالتي الثانيه: الى اهالي الغوالي عباده وانس واهلي ايضا

علينا ان نستمر بحياتنا الحزن لا بد منه ولكن لا يسيطر على قلوبنا فنتثاقل في الارض علينا ان نستمر بمشوار فلذة قلوبنا انس وعباده الى طاعة الله والى القرب من سنة رسول الله والى الذهاب الى ساحات المسجد الاقصى حتى تكون هذه الخطوات نور ورحمه وسكينه في قبورهم واسال الله ان يرزقكم الصبر والسلوان

وقبل الختام لا يسعني الا ان اشكر كل الذي وقفو لجانبي من اهل واصدقاء ومشايخ واناس غريبون عرفتهم او لم اعرفهم, اشكركم شكر خاص والله لولا الله ثم لولاكم لما علمت كيف اخرج من هذا الهم والضيق , ومن لم يشكر الناس لا يشكر الله

في الختام ذكرت لكم وانا في الزنزانه ماذا حل بي انا والشباب المسجونين لاني تذكرت قصة سيدنا يوسف في سجنه وانه لن ينسى دعوة الله رغم السجن والمحن التي المَّت به الا انه صبر ونال ما صبر جزاءا من عند الله لصبره وانا في زنزانتي لن ولم انسا الله مهما حييت فذكرته بصلاتي ولم اخف السجان ولا المسجونين اما بعد حبسي البيتي والمعيشه الانتقاليه ساعيش واتعلم من حبيب القلوب وطبيبها وشفاءها محمد صلى الله عليه وسلم انه توفى اباه وتوفت امه امام عينيه واولاده وهم صغار وجده وزوجه خديجه احب النساء على قلبه وعمه ابو طالب الذي كان يحميه من صناديد قريش ولكنه كمل مشواره ورغم انهم طردوه وعذبوه واهانوه الا انه كمل مشواره حتى وصل لهدفه وانا اعاهدكم اني ساكمل مشوار حبيبَي عباده وانس في حفظي لكتاب الله وذهابي الى المسجد الاقصى ومداومتي على الصلوات وهذه رسالتي للشباب.

انس وعباده توفوا وهم من طاعه الى طاعه, من قيام الليل , من سماعهم للقران ومن نطقهم بالشهاده قبل مفارقتهم للحياه. لا من معصيه الى معصيه .

وفي النهايه لا يستطيع ان ينطق بالشهاده اللهم رد شباب الاسلام الى دينك ردا جميلا سبحانك ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين .

ديا ايتها النفس المطمئنه ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي صدق الله العظيم .

الى كل من قرأ هذا المنشور ان يقرأ الفاتحه لروح النبي وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك يا مولانا قريب مجيب الدعوات ولهذين المفقودين احبائنا واصدقاءنا واخواننا منا ثواب .

"سورة الفاتحه"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة