الحق أحق أن يُتّبع

تاريخ النشر: 30/10/15 | 8:55

تَعالَوا نَتَصارَح !! مَعَ ما أحمِلُ مِنَ احتِرامٍ للشّريحَة الكُبرى من قِياديّين وَوطنيّين مُخلِصين وَرجالَ دينٍ ، ولِلّذين قدّموا الكثيرَ لِقَضايانا الوَطَنِيّه ، فإنّه مِنَ الواجِبِ اتّجاهَهُم المُصارحةَ والمُكاشَفَةَ لأنّنا شعبٌ يتوجّبُ عَلَيهِ قَبولُ النّصيحَةَِِ ، وشَعبٌُ لا تُسيءُ لهُ كلمةُ الحقّ والمُكاشَفَه… !
قَضايانا اكبرُ مِنّا كأشخاص , وأظنّ أنّنا مُتّفقون على هذا ،وكثيرونَ مِن شَعبِناُ , بالغالب ، جُزءٌ من مَسيرةِ عَطاءٍ , يُؤَدّونَ الأمانةَ ما بينَ مُتَمكّنٍ ومُخلِص وقويّ وضعيف ، وما بين تضحيات تَتَفاوَتُ بَينَ شخصٍ وَشَخص ، وبَينَ مُؤسُسةٍ وَأُخرى . وَلِذلكَ كنتُ أتمنّى أن نُسَمّيَ قَضايانا بِأسمائِها هي , ولا نُسمّيها بأسمائِنا نحنُ فَتُصبِحُ مَعَ الزّمنِ إضاعةً للحقّ واستفِراداً بثِمارِ النّضالِ وسَرِقةً في وَضَحِ النٌهار .
ألمُخلِصونَ والمُناضِلونَ هُم بِتَقديري أشخاصً يَعملونَ كَجنودٍ وكَخلايا نَحلٍ تقومُ عَلى الكِفاحِ مِن أجلِ استِرجاعِ الحَقّ والمُساواة والعَدل ، فيَكونُ ما يكون وَيَتَقَدٌمونَ أو يَتَراجَعون يعيشُ أو يموتونُ أو يُلقَى بهم في غياهِبِ السّجون ، فَلا نترُكُهُم ، كما لا يَحِقّ لَنا أن نترُكَ غيرَهُم ، والقافلةُ سَتَبقى تَسيرُ بِهِم أو بِدونِهم ، حتّى لا يَحسَبَ عدُوّنا غيرَ ذلِكَ فَيَستَخِفّ بِنا ، وأجرُهُم على الّله ونَسألُ الّلهَ مِنهمُ القَبول .
وَإلاّ ، فأينَ العدالةَ مع الافِ المُناضِلينَ والمُخلِصينَ والشّهداءَ والأبطال والّذينَ لا نَعلَمُ أسماءَهُم ، والصّابرين والثابِتين هُنا رَغمَ مَرارةِ الحياة وَالذّل وَالمُلاحَقَه ؟؟ دَقّق مَعي أننا نُقَدّرُ لِقِياداتِنا جُهودَهُم وَنَتمنّى لَو نحن نُصابُ ولا تُشيكُهُم شَوكَه , فهكذا تعلّمنا من إخلاص الصّحابةِ للنّبي صلّى الّله عليه وسلّم ، ومَع كلّ هذا الحُبّ فَقِياداتُنا ليسَت هي مَربِطَ الفَرَس , وليست هي المِحوَر الأساسي بنِضالاتنا ومَعاركنا , وإلا لَما بَقِيَ إلا أن نُقيم لَهم الأنصابَ والتماثيل التذكارية وأن نُشرِكَهُم بِالمُلك ، وَلِلحَقّ فَلَيسَ لِهذا نُعطيهُمَ مفاتيحَ القِيادَةَ وَنَحنُ وراءَهم سائِرون !!
حتّى أحزابَنا ، بِالغالِبِ , نَكادُ نَشعر انّها مُغلقةً على أصحابِها ، فلا دُخولُها سَهل ولا النقدُ الذاتيّ فيها مَقبول ، واستِبدالُ القيادة فيها بعد عَشَرات السّنين غير واردٍ أو مَسموح ، وجيلُ الشّباب وطاقة الشّباب والأجيالَ المليئةَ بالطّاقة إنّما تُستَثمرُ في غالبِ الأحيان لاستِخدامِها فيما تَرى القيادة لا أكثر من هذا ولا أقَلّ .
أكادُ أجزِمُ هُنا أنّ ما يَحصُلُ في هذا البابِ إنّما هوَ نُسخةً مِمّا في الدول العَربيّةِ مِن حُكمٍ مَلَكِيّ واستِفرادٍ بالسّلطَةِ ومصالِحَ سِياسِيةً وتَحالُفات . وَإلا , فَسِر مَعي إلى حيثُ تَجلِسُ لجنةُ المُتابَعة للشّؤون العربيةِ وانطلِق الى حيثُ تتواجَدُ الجامِعةُ العربية ، فلن يكونَ الفارقُ أكثرَ من الإسمِ وَالمكان ، ثُمّ استَمِر إلى حيثُ الإتّحادِ الأوروبي واسأل نفسَك كيف تَوَحّدوا وما الذي جَمعهُم وَهُم مُفَرّقون ومُختلِفون؟؟
ألآنَ وَبالذّاتِ بعدَ الّذي قُلتُه أعلاه , أكادُ أشعُرُ بِثورَةٍ ضِدّي فيما أقولُ أو لعَلّها تكونُ تَخويناً أو إخراجاً عن الدّين أوِ الوَطنِيّةِ …. وَلكِنّها هكذا هيَ الحَياة دائِماً ،فإمّا أن نكونَ شَعباً حَضارِيّاً يقبَلُ الآخَرَ ويَفقَهُ أدبَ الحِوارِ ويَتذَوّقَ لَذّةَ النّقدِ مِن أجلِ الإصلاح , وإمّا أن نكونَ قطيعَ غَنَمٍ نَسيرُ تَحتَ رَغبَةِ الرُعاةِ وأوامِرَ المَلِك .
عبد الله جبارين – أبو كرم

3bdallhjbareen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة