إيقاعٌ صاهِلُ الشّجونِ

تاريخ النشر: 12/09/15 | 0:13

-1-
قد تعشقُ المُرَّ؛
إن ذُقتَ الأمَرَّ..
-2-
كلُّ جميلٍ.. يغيبُ.
هكذا أرَتني الحياةَ قطرةُ طَلٍّ على شُبّاكِ ربيعي
سَبَتني ألوانُ طيفِها بِجُنونٍ…
ومَضَت.
-3-
بكيتُك…
وبَكَيتُني أكثر!
حين تأكّدَ لي أنَّك لم تبكِني
-4-
تعالَي يا لَيالي وحدَتي!
مَضيتِ… ولم أمضِ
تعودين…
ولا أعودُ إذا مضيت..
أو سكنتُ صهيلَ العيونِ المُقفِرَة.
-5-
لطالَما آمنتُ أنّ البطولَةَ..
في أن يُعانِقَ قلبي ألَمَه،
وأظَلُّ قادِرًا على تغييرِ نغَمَ أغنِيَتي..
وإيقاعَ شُجوني..
-6-
كلّما تَوَهَّمتُ أنّني مَلَكتُ الجَمالَ
أصحو..
لأجدَني ما نلتُ إلا جَسَدَه.
-7-
أَنْهِ أغنيَتَكَ الأخيرَةَ أيُّها القلبُ!
الأنغامُ لا تُجلَد!
فإلى ماذا ستقودُكَ يداكَ..
وهذا الفراغُ يملأ روحَك.
-8-
شَدَدتُها إلى صَدري،
أسقيتُها شغَفَ قلبي القَلِق،
أحَطتُها بكَفَّيَّ الرّاعِشَتين..
ألهذا ذَبُلَت وَردَتي؟!
-9-
نعم… هذا هو السِّرُ!
لم يتَمَكَّن أحبَّتي منَ النّفاذ إلى أعماقي..
لذلك.. بتُّ أجهَلُ ذاتي!
-10-
نعم… تِلكُم هي الحقيقَةُ…
لقد انكَمَشَتِ السّعادَةُ على ذاتِها؛
حينَ فقَدَ الأحبّةُ القدرةَ على جَعلِ الفراقِ عَذبًا..
-11-
كلّما تَشَبّثَ بيَ الوَجَعُ،
دعاني اللّيلُ إلى حِضنِهِ..
أصغَيتُ إلى أعماقي،
فوَجَدتُها تحضنُ صورَةً؛
تتأمّلُها برَجاءٍ…
“ألا تَدعوني”
-12-
أعلَمُ أيّها اللّيلُ الرّحيمُ..
أعلَمُ أنَّكَ لا تملكُ أن تمنَحَني سوى راحَةٍ عابِرَةٍ،
وأعلَمُ أكثَر..
أنّ سكينَةَ الحبِّ التي أنشُدُ..
أوَت إلى صَدرٍ بَعيدٍ..
لن يأتِيَني لمُجرّدِ أن أمُدَّ يَدي.
-13-
نعم… ذلِكُم ما كانَ ينقُصُ أغنِيَتي القَديمَةَ..
جَمَعتُ لها روحَ المَعازِفِ..
ولم أمنَحها روحَ صَمتي الطّويلِ…
وشغافَ سَكينَتي الأثيرَةَ..
فغَدَت عَليلَةً.
-14-
ما أعجَبَنا!
لا يُرضينا إلا أن تَـتَّــقِـدَ صُدورُنا شَغَفًا وَلَذَّةً..
نظُنُّ أننا سننالُ فَناءً ذَهَبيًّا..
إذا نحنُ مَلَكنا سَريرًا ذَهبيًّا؟!
-15-
ما أعجَبَنا!
نظَلُّ نستَعذِبُ الجَمالَ…
ما دامَ يُراقِصُ نَغَمًا أبدَعَهُ غُرورُنا..
وما من لَحنٍ قد يَكتَمِلُ..
وما مِن لَحنٍ لا يُمَلُّ..
-15-
كم ابتَعَدنا عنِ الحُبّ!
حينَ رُحنا نبحَثُ عَنهُ..
جاهِلينَ أنّهُ يسكُننا!
وما عَلينا إلا أن نُحِسَّهُ بِوَعيٍ وصِدقٍ..
ليَحمِلنا طوعًا إلى مَن يُقَدِّرونَهُ بوَعيٍ وَصِدقٍ.
-17-
إنّ الذينَ لا يَزرَعونَ الحُبَّ في بيوتِهِم…
ولا يَرونَ روحَ النّماءِ تسكُنُ صَعيدَهُم..
ولا يَتَنَسَّمونَ عبيرَ الحرِّيَّةِ من فَضاءِ بلادِهِم..
ولا يُدرِكونَ أنَّ الحياةَ تولَدُ في قلوبِهِم..
كما تولَدُ في قلوبِ غيرِهِم..
أولئكَ همُ العاطلونَ عن المَجدِ.

صالح أحمد (كناعنة)

p

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة