رسالة ام لابنها

تاريخ النشر: 22/04/13 | 0:07

اكتُبُ اليك الآن يا طفلي,وأنت نائمٌ بين ذراعي,اكتُبُ اليك بصمت,دون احداثِ ضجة,لكي لا تستيقظ وتُعاتبني طيلة الليل لتنام.

اني الآن اكتُبُ اليك بحرقة الم,للمُستقبل,لكي لا تُعاتبني على هذه اللحظة,اللحظة التي انت بها نائم بين ذراعي تتوسل للحنان,لاني يا صغيري,سأكبر وستكبُر انت وسأتوسل لك انا وسأستنجد بك طالبة للحنان والرحمة.

ستمُر الايام,فتمُر الاشهر فتليها السنين,سيكتمل القمر الذي اكتُبُ تحته الآن مِئات المرات!,ليشهد بأني كُنت,وما ازال وسأبقى اسهرُ لك تحته لتلبيه طلباتك!.

الايام تمُر , فالأشهر فالسنين,,وانأ عجزت وسأعجز اكثر من قبل,انا سأعجز وأنت ستكبر,وسيكبر معك عقلك

وبالتالي ستتوسع افاقُك وأفكارك.

ابني ؛ انت الان نائم في حُضني,تشخر,تمنعني من النوم من غير قصد,فلا سبيل لك من فعل شيء اخر,فأنت عارٍ عن التفكير,فأنت صغير لا تفقه شيء في هذه الدُنيا.

فارتأيت ان اكتب لك هذه الرسالة للمستقبل,لعلك ستشعُر بما اُعانيه في هذه اللحظة!.

اني الان انظُر الي يداك واسترجع الذكريات,ذكريات الحمل والولادة,استرجع كيف كانت ولادتك اشبه بأخذ الروح,لتخرج روحي من جسدي واهبك اياها.

كانت ولادتك صعبة,لقد سلبتني روحي وجسدي وعقلي وراحتي,,لقد سلبتني كُل شيء,لكني ببساطة سعيدة بسلبك لروحي!!.لأنك اصبحت روحي فيما بعد.

عُمرك الآن اربع سنوات,في هذه السنوات علمتك كيف تمشي,كيف تأكُل,كيف تتكلم وكيف تتدخل الى الحمام لتنظف نفسك بمساعدتي.

يا صغيري,سأكبر انا,وسيكبر جسدي ولن استطيع ان امشي,فساعدني ولا تتأفف او تتأوه,فقد كُنت لساعات مستمرة اُساعدك لتقوم بأول خطوة لك وتكمل دربك,لم اتركك لوهلة,كُنتُ دائماً بجانبك,فلا تتركني لوحدي اعاني بل ساعدني في المشي ولا تصرخ علي.

يا صغيري,يداي ستعجزان ولن استطيع ان آكل او التفكير بالأكل,فلا تُجادلني وتصرُخ علي للأكل,بل ساعدني ولا تلُمني اذا اوقعت الطعام على شرشف المائدة او وسخت ملابسي,فيداي لا تُساعدانني,,فقد كُنتَ يا صغيري تُرشق الطعام على نفسك وتوقع الطعام على الملابس و الارضية ,فأرجوك ساعدني على الاكل بهُدوء.

يا صغيري,سأعجز عن الكلام,وستهرب الكلمات مني,وسأبقى جسد بدون صوت,فتحدث معي بلباقة ولا تُهملني,ولا تُعاتبني على التأتأة فقد كُنت يا صغيري تُخرج الكلمات الناقصة وكُنتُ اكملهن بهدوء وأساعدك,,فلا تُعاتبني.

ابني,سأصبح عجوز ولن استطيع حتى الدُخول الى الحمام,فساعدني ولا تقرف مني,فقد كُنت ُاجلس بالساعات لأساعدك لتدخل الى الحمام بنفسك,فأرجوك ساعدني!!.

انت تتساءل لماذا اكتب اليك الان بالذات,,,يا صغيري ؛ زمانك ليس كزماني او زمان اهلي,فانتم جيل اليوم والغد تتكبرون بأنكم تُعاتبون وتصرخون على اهلكم,فترون انفسكم ابطالاً!,وانتم في الحقيقة لا شيء عندما تُعاكسون اهلكم!!.

فيا صغيري،انا اكتب اليك لتُساعدني حين اكبر,لكي لا تقرف مني وتتركني في مُنتصف الطريق,فأنت يا صغيري من لحمي ودمي,فقد خرجت من جسدي الذي سيُصبح حين تقرأ هذه الرسالة مُترهلاً عجوزاً لا يستطيع فعل ابسط الاشياء,فأرجوك ساعِدني !!

رسالة اُم – كُل اُم – الى ابنها الصغير

تعليق واحد

  1. فكرة كتابة الرسالة للابن فكرة جميلة!
    يجدر بالأهل معرفة أنّ الطفل ابن الأربع سنوات يفكّر ويحسّ ويشعر
    أكثر ممّا نتصوّر!
    ثمّ، لنزرع القيم النبيلة الحميدة في الأبناء، وحتمًا – بمشيئة الله – سيكون الحصاد كلّه خير وبركة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة