انعكاس !

تاريخ النشر: 17/04/13 | 12:17

لم اكُن اعتقد ان الامر سيسوء اكثر من ذي قبل,حتى لامست شِفاهي تلك الكلمات المُبعثرة التي حاولت ان تخرُج بكمال,لكنها اكتفت بأن تخرُج كلمة تلوى الاخرى بدون اي حروف ربط بينها.

كُنتُ بحاجة شديدة ان اُخرج كُل الكلمات التي كانت تحبسُ انفاسي وتقف في حُنجرتي تنتظرُ الخُروج,لكنني صَمدت امامها مُنعاً لحُدوث إحراج و عار فيما بعد!.

لكني اقسمتُ,اقسمتُ ان اُخرج تلك الكلمات القاتلة في وجه اول من يقف في طريقي ويحملُ خُصلة التفاهة والغُرور,حتى لو كان ملك او ابن ملك!!.

فما عادت تلك الكلمات تحتمل القتل البطيء!.

استسلمت للواقع وتحريض الكلمات,منعاً لحدوث ندم فيما بعد خُروجها.

كُنت مارة عن ممر المشاة حين رأيتُه,رجُل بجُثة ضخمة,اصلع,رُبما كان اصلع من جِراء التفكير والتشكيك بالناس,شديد السواد مع عيون لامعة بيضاء,مع ابتسامة تُوحي الى الخباثه واللؤم,,اسمُه اكرم,لماذا اكرم بالذات؟أهُو كريم ام انه مجرد اسم ؟ ام ان اهله لم يعلموا ما يسمونه؟ام كان اهله كُرماء فسُمي تيماً بهم؟.

عرفته من صغري,حين كان كُلما مررتُ عنه يسلبني كُل ما ممتلكاتي بصورة وهميه!.

حين كان ينظر الي ويُطلق الكلمات التي تُدخل السم الى عُروقي عن طريق اُذني,,كان يُخرج التفاهة من فاهه,كان يصرُخ بالجُمل التي تُهبط من عزيمتي,تقتُل نفسيتي وثقتي!.

كان يقُول ؛" انتِ لن تُصبحي شيء !" "لن تلمسي النجاح “ لن تُعرفين “,“لن تنجحي في حياتك في اي مجال “ “ستبقين مُجرد اسم في هذا العالم “.

كان يُمرر تلك الجُمل في كيان كُل شخص يمُر بجانبه ليُحرك كُل نفسيه على مزاجه.

رُبما كان ذالك لانه فشل ولم يعُد ليقف فيصمُد امام الرياح العاتية,او لا يُريد النجاح لغيره,فهو مغرور ويظُن انه فوق الناس.

اصابني بالاكتئاب فليس فقط مرة واحده عاتبني بالفشل والخوف,وليس فقط موقف واحد قد مَر عليَ منه !.

بعثرتُ الكلمات في وجهه بشخصية مُعاتبة لطيفة,فقد تمرمرت حتى الخُروج,قُلت له بثقة ؛ "عمي اتعلم ذالك الجار ؟“, اجابني ؛“ نعم ما به ؟“.

اخبرتُه بأنه يُعاتب الناس على الفشل,ويُخبرهم بالتفاهات والأكاذيب حول شخصية كُل واحد بالتفصيل الممل القاتل!.

ضحك الرجُل بسخرية وقال ؛“ من هُو حتى يُخبرهم بذالك؟“.

تقهقه قَهقهة تمنيتُ حينها ان يمُوت بغيظه! آه لو يعلم انه المقصُود!.

اردتُ ان اصفعة على خده ليستيقظ على حقيقته!.

اكتفيتُ بإكمال كلامي مُوجهة الجُمل الغاضبة والاستفزازية,وهو اكتفى بوضع الملح على الجُرح,فكان يُكمل جُملي بالمُوافقة على كَلامي ومدحي على جُرأتي!.

في تلك اللحظة اردتُ ان اُوقفه عن الكلام وتَوجيه التُهم اليه مُباشره,لكنه قال ببروده وكسل ؛ نحن نعيش في مُجتمع يطلُب الحرية وينبُذها في ذات الوقت,حرية التفكير,حرية الاختيار و حرية النجاح او الفشل!.

ايعقل ان رجُل يصُد كُل مبادئ الحرية يُنادي بها ؟!,أمنفصم ؟ الشخصية هو؟ .

هل يُعاني خطب في ألكبرياء ؟ ام انه يُريد استفزازي.

اكملتُ حديثي معه ؛ نحن بطبيعتنا لا نرى عيوبنا عندما نلتقي بالآخرين,لكنه ليس بالضرورة ان لا نسمع ما يُخرجه فاهنا,عندما يُخرج الجُمل القاسية التي رُبما ستُدمر الذي امامنا,فعلينا توخي الحذر!.

وافقني بكلامي , تباً! ماذا يحصل !!! ايقنتُ في تلك اللحظة ان كُل ما تكلمته ذهب سُدى,دَخَل الى الاُذن وخرج منها الاُخرى دون الدُخول إلى العقل او حتى مُلامسته!.

ذالك الرجُل ؛ يعيش في مُربع مُغلق بإحكام,كُل ما يدخل الى عقله يخرُج بسُرعة دون ان يُدخل اي معلومة جديدة!.

لم اُحاول ان اُلين افكار الرجُل وترتيبها اكثر من ذالك! فرُبما يُعاني من التشكيك في

افكاره وتصرُفاته لذالك يتكلم دون ان يسمع التفاهات الخارجة من فاهه.

فعلينا تَركهم يتكلمون ويتكلمون,فهُم لا يسمعون التفاهات التي يُخرجوها!فلا يجب علينا ان مُعاتبتهم عَلى كلام لا يستطيعون استيعابه!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة