يأس وساعة ..

تاريخ النشر: 10/10/12 | 12:34

حملقة كتلك …لا يتقنها ولا يعرفها أحد سواها ,حملقة تلك ألعيون اللوزية بنفسها لدقائق أو لربما لساعات سر بحد ذاته من غير الممكن إدراكه فهي تخصها تخص عالمها .. شيء ليس كالمعتاد .. بدأت تهتم بنفسها , على الرغم من أنها جميلة دون إهتمام .. ترفع تلك الخصلات من شعرها تارةً… وأخرى تُفلت مسكة يديها جاعلةً إياه يحظى بالحرية .. مندثراً..  تُحاول إخفاء تلك الغصة .. بتأفف عميق .. تمصت .. لتعود من جديد بعد التأفف وتهز بقدميها …. كأنها تفكر .. بفعل كارثة أو شيئاً كالإنتقام مثلاً .. اليوم.. لِمَ تلك الصدفة يا الله .. صدفة بشعة .. أكرهها .. فُتِحَ الباب فجأة , باب تلك الغرفة التي تتوارى بين حيطانها .. لتقف كالصنم .. مدعيةً بتأثرها الكبير .. بلحظة كتلك .. ويوم كهذا .. تتظاهر .. بإرتقابها الطويل لهما ..لتُسل نفسها مسرعةً.. فهي لا تود سماع ذلك الرد ..رد أمها اللاذع ..فذلك سيجرحها أكثر .. ويزيد من كَلَمِها.بدأت تنظّم تلك الفوضى .. في الأسفل .. بيديها الحريرتين .. تجلب تلك الكرسي وتنقلها لذاك المكان .. ترتسم تلك الإبتسامة إرغاما .. تنظر من حولها .. متمنية الموت ساعتها .. تباً لهم ولكل شيء .. تباً لها .. أهي الحياة ظالمة لهذه الدرجة .. لمَ كل شيء جميل لا يكتمل .. لمَ أنا وليست هي أو اخرى غير ولست انا ..

صمتت .. وغاصت في كوم الأعمال المتراكمة .. تلك الحلوة .. بشعرها الكستنائي الناعم .. يتقارب لون بشرتها لشيء كالقمح .. جمالها محيّر فعلا .. ببراءة قسماتها تشبه الأطفال .. وبحُسن تلك الملامح وفتانتها .. تمتلك جاذبية انثى .. انثى صاخبة الجمال قد تقدم لطلبها الكثيرين .. لكن جميعهم قد رفضوا.. بعد أن .. بعد انبهار كل من فيهم .. بذاك الجمال السخيّ الذي يعج فيها .. بتلك الجبروت فيها تسير صامتة لا تعيرهم أي اهتمام .. تتقن السير كالغزال .. لا تحتاج لأي مساحيق من التجميل .. فهي ذات الخدين الورديين .. بكحل عينيها الرباني .. حتى إن بكت .. لا يسقط ويلطخ ذاك الصفاء ببشرتها .. قد أهزلها ذاك الشيء .. حين تُسأل عن إسمها .. كيف حالها .. يرتبط ذاك اللسان فيها .. ولا يقوى على التكلم .. لتكون بعدها .. مصدراً لإضحاكهم .. يناديها أحدهم .. مسكينة .. لا تسمع .. ليغدو كل من فيهم .. مرتفع الرأس كثيرا .. لا يعير ذاك الإهتمام الحتمي لجمال كذلك .. فقد اختال بعد أن راى تلك البلية المخبأة وراء الحُسن ذاك .. ويلاه .. ويلاه لحياة باغتة كهذه .. قذعتها كل القذع .. في يومٍ كهذا .. قد توافق مع يوم مولدها.. حفل زفاف أختها .. اصغر منها سناً .. وأقل منها جمالا .. لكنها .. تتكلم .. وتسمع ..قد عسعس الليل أخيراً.. تود التخلص من ذلك اليوم .. أشعلت النبراس الأول .. خافت النور ..ليكون الجو هادئاً.. فهي تُكدس في لُبّها الحد الأقصى من الضغينة دون تُخوم .. على كل من حولها…فشعورها السيء بالكَلَل .. ونضوب فيافيها أكثر وأكثر .. جعلها تتوهم وتشك .. متسائلة أهذا جُثام أم حقيقة … ؟؟ لا بأس يا نفسي .. لا تحزني .. غداً سيكون أجمل .. كانت تخاطب ذاتها.. تواسي ذاك الذُبلُ بكل ما فيها .. تستمع لتلك الأغاني لصخبها .. تحتفل بعيدها .. وحيدة .. بعيدة عنهم .. فمن قد اكترث ؟؟ من تذكر .. ولو بكلمة .. لا أحد .. لا أحد منهم قد ظهر .. فجميعهم قد اختفوا .. من عيدها .. ليحتفلوا بعيد اخر .. عيد اختها .. التي أحبتها طوال طوال السنين .. واليوم فقط .. إنكشف ذاك الستار .. وعرفت فقط .. أنها تكرهها ظلت تلك الحسناء الصماء البكماء .. سارحة بذاك الأيطل .. أيطل شقيقتها .. يهز ويهز .. ليروي قصة .. قصة جديدة .. برفقة رفيق العمر .. متمنية رغم كل ذاك الشنأ داخلها .. السعادة الأبدية .. لهما .. لينتهي ذاك اليوم بمر طعمه اللئيم ..

ليُغلق باب غرفتها .. فتبقى هي .. وتلك الرفيقة الوفية المخلصة .. ” نفسها ” … يتشاركان جميع الأشياء .. تغطي جسدها النحيل .. وتنام مع نفسها .. في أحضان الهم .. تقطف الأشواك .. ولا تشعر بالام القطف أبدا .. فهو لا شيء أمام جَلَبَة القهر من حولها .. تغلق مقلتيها ..متناسية .. تنتظر الغد .. مقتنعة مؤمنة أنه لا أن يكون أجمــل ..

بقلم: سجود ناطور

‫7 تعليقات

  1. مؤثر !! الى الامام يا اخت سجود انا اتابع كتاباتك دائما اتمنى ان تستمري الى الامام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة