الدوحة الباسقة

تاريخ النشر: 31/01/15 | 17:12

كثير من النا س ينتسب الى العربية، فالعربية اسم منسوب اليه، وتدعى هذه الكلمة (العربية ) في علم الصرف: مصدراَ صناعياَ  أي بمعنى: أضفنا اليها “ياءَ مشددة، وتاءَ مربوطة.
فيقف الفرد منا أي ممن ينتسبون الى هذه الدوحة البا سقة، يفيئ الى ظلها الظليل، يتأ مل ويتفكر، فيقع طرفه على ثما رها  الشهية النا ضجة اليا نعة، فيسيل لعا به، وتفتح شهيته ليلتقط من ثما رها طعا ماَ طيباَ، يستمرئه ويلذ به، فتدفعه الحا جة البيولوجية (أي الغريزة الحيا تية ) استجابة لنداء نفسه، حيث تحدثه لتسلق هذه الشجرة ليقطف من هذه الثما ر، ويلتذ بأ كلها وطعمها، بيد أنه يفشل في محا ولاته، فيرتد محسوراَ مخذولاَ، ثم تسول له نفسه أعا دة المحا ولة والكرة مرةَ أخرى، ولكن   هيها ت، فيدرك أنه لا سبيل لذلك، ولا بد من الأستعا نة بقوة تمكنه من الوصول الى قطف تلك الثما ر، أو على الأقل الدنو منها،   فيضرب يمنةَ ويسرةَ، حا ئراَ في أمره، متردداَ في عمله وشأنه، وفي غمرة تردده وانشغاله في كبوته وتعثره، يعود بنظره الى الأرض تحت الشجرة لعله يرى سبيلاَ أو يجد وسيلة تعينه الى تحقيق مبتغا ه، فيرى بعض الثما ر ملقا ة تحت الشجرة، فتعمه البهجة ويعلو السرور وجهه، فيلتقط الثمرة ظناَ منه أنه حقق أمنيته،ووصل غا يته، فيعود ها شاَ با شا َ، فتنتفخ الأوداج والعروق منه، ذلك بأنه وصل الى قمة الشجرة والتقط الثمرة من أعلاها، فكان من أمره ما كان، فوصل الى أعلى الجنا ن، رابط الجنا ن، وقد بلغ من الأدب أسنا ه ومن العلم أعلاه، وهنا كا نت الرزيئة، رزئ النا س به، وصدق نفسه، فهذه مأسا ة مؤلمة، وخطيئة شا ئنة، فقد صدق قول القائل بعد أن استمع اليه وهو يستجدي ألفا ظه، ولا تسعفه معا نيه، فينحط أسلوبه، وتهبط أفكا ره، الأمر الذي نفر النا س، وأثا ر الحفيظة، فقا ل له :
يا هذا ألبس على قدر كلامك، وتكلم على قدر ثيا بك،)
قال الشا عر:    “أليس من البلوى بأنك جا هل………….وأنك لا تدري بأنك لا تدري                   أن كنت لا تدري ولست كمن درى…………….فكيف أذن تدري بأنك لا تدري؟

محمد صبيح

unnamed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة