مبروك جالك ولد…

تاريخ النشر: 16/02/11 | 7:06

بقلم يوسف الجمل

مبروك جالك ولد , جالك ولد , قالتها الداية أم عيد بلهفة وفرحة وبشر وسرور!

الله يبارك بيكي يا أم عيد

إلك عندي الحلوان

أحمدك يا رب !

ويكاد يطير من الفرح وتكاد الدنيا لا تسعه….

ثم يتذكر زوجته حمده فيسأل الداية أم عيد :- كيف مرتي , كيف حمده يا أم عيد؟

تواك اللي فطنت يا نجيب تسأل عن مراتك

آآخ منكم انتو يا الزلام

فوت فوت شوف مرتك حمده وطيب خاطرها

أكيد هاي المرة بدك تفوت

والا يا عمي جالك ولد

أربع بنات ما عملت مثل ما عملت اليوم , حتى ما قبلت تتطلع بخلقتها

هاي الحزينة شو ذنبها ؟

فقيرة ولدت وهي تدعي وتتمنى وتقول :- ولد , ولد , يا ربي ولد , ولد , ولد

وهاي ربنا استجاب لكم , احمدوه واشكروه , بس ما تنسى الحلوان !

حاضر , على راسي يا أم عيد

فوت فوت قول لحمده الحمد لله على سلامتك .

فايت فايت يا أحلى أم عيد بالدنيا

الحمد لله على سلامتك يا حمده , ربنا قامك بالسلامة وجبتي الولد

اليوم يا حمده راح أرفع راسي بين كل الناس وأقول جاني ولد , جاني ولد.

يطير خارجاً إلى أقرب دكان , يشتري من أصناف الحلويات والمرطبات والفواكه ويعرج على الصايغ ينتقي لزوجته إسوارة ذهبية غالية الثمن لأن حمده بتستاهل , حمده جابت ولد , حمده جابت ولد !

يسلم النجيب على كل من يقابله في الطريق ويقدم له الحلوى ويقول :- باركولي باركولي أجا الولد , حمده جابت ولد , أجا العبد … أجا العبد .

يتحسس الإسورة في جيبه ويقول :- من اليوم ما حدا يناديني النجيب , اليوم أنا بحق وحقيق أبو العبد , أبو العبد .

وكبر الولد , كبر العبد , نمى وترعرع في الدلال , بين أخوات أربع , لا يمسسه سوء , وكل طلباته مجابة والبيت كله يدور في رحى العبد , راح العبد , قام العبد نام العبد , جاع العبد , مرض العبد , طاب العبد .

وكبر العبد يفعل ما يريد متى يريد كيفما يريد وصارت كل طلباته أوامر وكل أفعاله مبررة , يحب ما يحب ويبغض ما يبغض ولا أحد يجرؤ على غضبه أو معارضته حتى كبر العبد وهو لا يقدر على شيء ولا يفعل أي شيء ولا ينقصه شيء .

لم يعر الدراسة أي اهتمام , وكانت تحصيلاته لا تبشر بخير وكان سلوكه لا ينذر إلا بالشر وسوء العاقبة ولا يلقى التوجيه والإرشاد ولا من سائل ولا مسئول !

بينما أخواته الأربع على خلق حميد وتحصيلات مشرفه ولا يلقين المدح والثناء والتشجيع فهن بنات إناث وهو العبد وهو الولد .

وصار العبد يتنقل ما بين مرحلة إلى أخرى ويزداد جهلاً وتأخراً ودلالاً وشراسة وعنفاً ويجد من يدافع عنه ويبرر أعماله وسلوكه حتى كانت الطامة الكبرى حين تعرف على مجموعة السوء وصار منهم بل صار زعيمهم فكل المقومات لديه موجودة ولا أحد يحاسبه أو يسأل عن أفعاله .

ينتقل من السرقات إلى الطوشات إلى المخدرات إلى العربدة فهو العبد وهو ابن أبو العبد الجميع يهابه ويتجنبه حتى صار عنوان الشر في بلدته الوادعة ولم تطول به الأيام إلا وقد قبع في السجن لمدة طويلة .

وعند عودة أبو العبد من آخر زيارة لابنه العبد في السجن صادف في الطريق الداية أم عيد فتذكر يوم أن بشرته بولادة العبد حيث قالت مبروك مبروك جالك ولد !

‫4 تعليقات

  1. القصة يتعكس الامور التي نواجهها فعلا في هذه الايام.
    فان الابن الذكر يفعل ما يحلو له وكما يريد ومتى شاء بغض النظر عن اي امر.
    على عكس البنت فهي مقيدة بحريتها وبسلوكها واكلها وكيفية شربها .
    الولد ما شاء فعل … قليلون هم المؤدبو ( المطيعون للاهل ).
    انا اضع المسؤولية على الاهل فهم المسؤولون ان فعلو شيء ,اما البنت فهي كالملاك باخلاقها تتحلى وبجمالها تتجلى , كم هو رائع, ان من لم يكن في بيتهم بنات فذهب الروح من داخله , فالولد “هيك هيك” دائما واغلب الاوقات خارج البيت . ومع من مع زملاءه واي زملاء هم … لا حول ولا قوة .

    لك جزيل الشكر اخي الكاتب …لان هذه القصة تعكس ما نراه

  2. حقا اغلب المواقف الانثى مظلومة ..
    والذكر ما في جدار يخالفه او يوقفه 🙁

  3. السلام عليكم
    احمد لله على عطيه ربنا احنا الي نربي الاولاد واحنا الي نرشدهم على الطريق الصواب ولكن للاسف واقولها بحرقه الاصحاب هم من لهم تأثير على الاولاد الظروف الخارجيه اليوم وانا راجعه من المستشفى مريت من جنب غرفه الانتظار الخاصه بالولاد واذا شاب بنادي على شخص شو جابت ولد وانا قلتها له يا رب تكون بنت قال لا قلت له البنات احسن من الاولاد

  4. السلام على من اتبع الهدى وخشي الرحمان ليست المشكلة في ابنائنا ولاكنها فينا نحن كل ما اردت قوله انه من واجبنا كاهل بان نتتبع كل خطوات فلذات اكبادنا خطوة بخطوة وليس بالضرورة عن كثب .ان كان ولد او امورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة