"إنسان"

تاريخ النشر: 20/09/12 | 11:01

خاطرة “إنسان”.. من سلسلة لماذا يا هذا 10

 أرشق المرآة؛لأرى فيها صورتي الكامِلة

التي لا يراها سواي

صورة؛ رفضت عليل الجسم

وقبِلت بي أنا؛ كإنسان

حُرمتُ من عالم الحركة والحياة..

فـَ انتظرتُ …

لمسةً انسانيّة؛

كلمة حُبّ وحنان؛

لكنّني لم أجد سوى…

سوى…

نظرات تنقصُ من روحي وكياني؛

لتنعتني بالنقصان

فأنا لم أُخلق؛لأُسمى ضعيفاً

أنا قبل كلّ شيء…

إنسان…وإنسان

ها أنا في ليالي عمري؛

أحاول أن أشقّ طريقاً من نور…

بين ظلمات الأسى وأنين الدموع؛

ليكون لي في دُنياكم عُنوان

وتكون لي حياة؛ تحكي قصة إنسان؛

يرفض أن يعيش كـَ مَن..

تطاردُه أوهام الزمان!

—————————-

ذوو الاحتياجات الخاصّة؛ هم أولئك الأشخاص الذين أراد لهُم الله تعالى أن يكونوا عاجزين؛ أن يُؤمِّنوا لأنفسهم- كلياً أو جزئياً- ما يستطيع تأمينه الشخص الطبيعيّ من ضروريات الحياة الطبيعيّة. من هُنا يُمكن القول؛ إنّ كون هذا الشخص فقدَ ميزة ما؛ يتميّز بها الناس كالقدرة على الحركة أو استعمال الحواس وأعضاء الجسم، أو تشويه في الشكل الخارجيّ، لا يعني إلغاء وجوده كإنسان ذي مشاعر وقُدرات وحقوق.

لقد نادى الإسلام، بشكل خاص، برعاية هؤلاء الناس واحترامهم وتقديرهم والرِفق بهم؛ من خلال تقديم المساعدات والخدمات لهم، وتقبّلهم وتأهيلهم للاندماج في الحياة والمُجتمع ككلّ إنسان آخر له حقوق وواجبات. فقد ساوى الإسلام بين مُختلف الناس وجعل مناط التفضيل هو تقوى الله عزّ وجلّ، وليس الشكل الخارجيّ أو غيره، بقوله تعالى “إنّ أكرمكم عند الله أتقاكُم”. ولا بدّ لقصة الصحابيّ الجليل عبدلله ابن أم مكتوم مع النبي صلى الله عليه وسلم أن تدلّ على هذه المكانة في الإسلام وأهمية رعاية ذوي الإحتياجات الخاصة، فقد نزلت هذه الآيات الكريمة من سورة عبس:”عَبَسَ وَتَوَلَّى، أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى، أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى، أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى، فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى”،عبس:1-6، كعتاب من الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلّم، وهو أفضل الخلق وأطهرهم أخلاقاً والنموذج الفريد في الرحمة والتعاطف والإنسانية، عندما جاء هذا الصحابيّ إلى النبي، وكان عنده، عليه السلام، أكابر القوم يدعوهم إلى الإسلام، فأعرض وانشغل عنه؛ فنزلت في حقه آيات عتاب لتثبت لجميع الناس أن ذوي الاحتياجات الخاصّة هم جزء لا ينفصل عن هذا المجتمع، وأن العناية والرفق بهم وتقديم الخدمات المتميّزة لهم هي مبدأ من مبادئ الإسلام الخالدة. ويُروى أن النبي صلّى الله عليه وسلّم، كان بعد هذه الحادثة يبسط رداءه لأبن أم مكتوم ويقول له مداعباً “أهلا بمن عاتبني فيه ربي!”.

إذًا، لماذا بتنا ننعتهم بمُسميّات جارحة قاسية؛ لها أن تترك فيهم أثراً سلبياً؟ لماذا لم نحتضنهم ونحنو عليهم؟ لماذا لم نُدرك أنّ العاجز هو المجتمع بعينه؛ الذي عجز عن استيعابهم وعجز عن تقبّلهم وعجز عن الاستفادة منهم؟ لماذا لم نعي أنّ لهم مشاعر وأحاسيس كغيرهم من الناس؟ وأنّ لديهم مواهب وطاقات يمكننا تنميتها عندهم؟ وربما قد يفوقون بها غيرهم ويتجاوزوا من هم بصحة وعافية؟ لماذا لم نفكّر قبل كلّ شيء أنّهم ليسوا المُذنبين أو المسؤولين عن حقيقة كونهم على هذه الهيئة أو الشاكلة! إنها قبل كلّ شيء مشيئة الله المعطي والمانع!!!

تعليق واحد

  1. شكرا مجددا يا انصار على طرح هذا الموضوع الهام وعلى موقفك الانساني ورؤيتك لاهمية ودور ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وضرورة العناية بهم والالتفات اليهم وتمكينهم.

    ان من حولي منهم يثري حياتي بالكثير وبما يعجز غيره عن اتيانه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة