متي يتحقق المراد

تاريخ النشر: 03/12/14 | 11:00

كانت حياتك هادئة تغمرها البساطة،والتواضع، والإلفة. تمتعت بموقع جغرافي، جميل، درجات حرارته معتدلة، وبعيدة عن العواصف، والعوامل الطبيعية الخطيرة.

استغلت بساطتك فئة متربصة بك، وبموقعك الجميل. حيث خططت بدهاء، وكانت البداية من” ملبس”، واشترت جزىء من الأرض، واستولت على آخر، وبنت على بعضها القرية الأولى في المركز(1878). ثم يأتي تباعا الوعد المشؤوم(1917).

بعد ذلك تهُب المظاهرات (1920) بدءً من القدس إلى يافا،وكل مكان أنت فيه. فنستبشر خيراً، ونظن أنك تعرفت على الوسواس الخناس. لكن عملية شراء الأراضي لم تتوقف!، وتتفشى إلى الجليل، وتُبنى قرية أُخرى قرب الخالصة (1929). الم تسأل عن هوية الشاري؟،ولماذا تُدفع هذه الأثمان السخية؟!.

تأملنا بصحوتك الأُخرى(1936). هل درست وخططت لهذه الصحوة؟،وإذا كانت كذلك،لماذا كل هذه التصفيات لأبناء جلدتك؟!،ولماذا لم تستمر حتى وقف ذلك الزحف الهائل؟.

هبت عواصف عاتية، وهاج البحر، وبدأت تزحف الأمواج وتلتهم الأرض بشراسة. ما أدى إلى تحرك من خططوا، وتأمروا عليك إلى التوجه لهيئة الأمم، وأصدروا قرار 181 (1947). فتهب من جديد بكل ما أُتيت من قوة لضحد القرار المجحف بحقك،وكبح هذه العواصف العاتية التي التهمت الأرض واقتلعت كل ما عليها.لقد استبشرت خيرا بأخوة لك من الشمال، والشرق، والجنوب اللذين هبوا لنجدتك، وبهدف مساعدتك للتخلص من هذا المد الزاحف عليك،وعلى ارضك.

لقد وقعت بثلاثة افخاخ. ألأول أنك لم تنتبه لحجم المؤامرة،وتواطؤ إخوتك. الثاني أنك لم تسمع للأصوات القليلة التي أدركت حجم المؤامرة،وطالبتك بالقبول بقرار 181،بل حكمت على هؤلاء بالإعدام غيابيا بتهمة الخيانة !!. الثالث أنك طُردت من أرضك (1948)،وتركت أرضا بلا شعبٍ لشعبٍ بلا أرض، وتشردت في البلاد المجاورة بين السماء والطارق، وانتظرت الخيَم والمُؤن. أنت الأن بين من رأوا رحيلك وهم غير راغبين بك بينهم!. أين أنت يا بندلي جوزي صليبا؟ هل يكفيك ان تنتقد كنيبور،ورانكه، وشلوسر؟!.

مضت السنون وأدركت ما حل بك ومما تعانيه، وقررت أن تأخذ زمام المبادرة لمصيرك بنفسك. افتخرت أنك جزءٌ لا يتجزأ منهم. صفقت لبعض إنجازاتهم،وحزنت لإخفاقاتهم الكثيرة. ظننت أنهم يبادلونك الشعور نفسه. فرحت حين احتضنوك وقت إعلانك عن تنظيمك،ودعموك في انطلاقتك الأولى. فجأة وبدون سابق إنذار انقض عليك بعضهم لظنهم أنك سوف تدُق إسفينا بينهم وبين أصدقائهم!!، الذين هم أعداءك. لكن لحسن حظك أنه كان هنالك العظيم الذي استعمل هيبته ووقف بينك وبين سلاحهم.

مضت السنون وخلالها ركزت كل ما تملكه من عدة وعتاد قريبا من حبيبتك، لتقارع من أجلاك عنوة عنها. اخترقت حدودها وعانقت ترابها، ونجحت بضرب شانئك الأبتر واوجعته مرات عده. هذا الوضع أدى إلى إغضابهم، فهاجمك (شرُهم) بشراسة في عقر دارهم التي ظننت أنها مؤقتا دارك (1982). لقد تصديت لعدوك ببسالة.لكنك لم تحسب حساب أخوة يوسف الذين القوا بك ومنعوا عنك أية مساعدة وذلك بهدف التخلص منك. وبعدها يرقصون على ضريحك مع شانئك ومن ثم يكافئهم ويملأ لهم جيوبهم وبطونهم. بعد ذلك أعلنوا لا حرب بعد اليوم!!. لكنك تفاجئهم وتنهض شامخاً كالعنقاء من تحت الركام. فيتنبه لك شانئك المتربص بك، فيحاول مرات عدة للقضاء عليك لكنه لم ينجح. أما هذه الجولة الأخيرة (2014) مع هذا العدو، لقد نجحت بإفشاله ومحاصرة قسم كبير من مجموعاته ولم يحقق أياً من أهدافه. بل انه إعترف بمفاجأتك له من فوق الأرض ومن تحتها.

فكان رده الإنتقام من أبريائك أطفالا ، شيوخا ونساءً،و ساوى ابنيتهم بالأرض. وذلك بهدف إثارة نقمة الناس ضدك. وبهذا ايضاً فشل فشلا ذريعا، واستمر تسديدك بلا توقف، والأن عرفت أنه بالمعرفة والتخطيط لا شيىء مستحيل. لقد خرجت منتصرا عليه وحدك بالإعداد وما لديك من عتاد وبتمسكك بالعروة الوثقى، وذلك برغم تفوق عدوك بالعتاد والعدد. تحلى بالصبر، والوحدة ايها الجبار إن تحقيق المراد المرحلي أمسى قاب قوسين.

خالد خليل –كفر ياسيف

5aled 5leel 2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة