تأملات في غياهب الفوضى..

تاريخ النشر: 12/06/12 | 1:14

مَلحَمةٌ الأَمَل…وطيفُ الحرَّية…سمفونيّةٌ نعزِفُها كلّ يوم كالمُتسوّلينَ على قارِعَةِ السَماء…

طيفُ الغِيابِ يُلاحِقُنا… ونُلاحِقُ انفُسَنا كمَن يَخافُ ان يُعاقَبَ بالرَجمِ بالحظِ العاثِرِ مدى الحَياه من آلهةٍ ظالمَه… ونسيرُ كمَن اصابَهُ العَمى الليلي…. نكونُ عبيداً لِشمسِ النَهارِ وليلاُ نُغلِقُ اعيُننا ونَكسِرُ اصواتَ القَمَر.. لننسى انّنا مازِنا هُنا. نُقارِعُ الموتَ المُتراكِمَ فوقَ أجفانِ الحياةِ المُحتّمّةّ على اجسادٍ انهَكَتها هشاشَةُ العَدَم…

لا وَطَنَ لنا في غُربَتِنا سوى حُلمُ يسري فوقَ تُرابِ العودة كاللص المُتخفي بينَ تجاعيدِ عجوزٍ تحمِلُ ارضَها فاقِدةَ العذرية في جرَةِ ماء فوقَ رأسها… لعلَ صوتاُ ما او ذكرى لِقاءٍ فوقَ عينِ الماءِ او صوت الحسناواتِ الخافِتِ عند حافَةِ العينِ يُناديها… لتعودَ لحبيبٍ دُفِنَ في رصاصةِ بُندقيه… او بينَ حجارةِ البيتِ المتراكمة في غُبارِ السنين التي لا يُعجِبها وجهُ الزَمَن.. فلا تتوقّفُ عندَ مُناجاةِ الخِيام… او ما تبقى من سنابِل عندَ الشاطئِ الممتَدِ من رأسِ الوطن حتى أخمصِ قدميهِ..

شعبٌ اتعبتهُ الاحلام حتى باتَ بيعُ ما تبقى من صدي صوتِهِ في السوقِ المُقابِلِ لمسجِدٍ ينادي الى العبادةِ خمسَ مرات في اليوم… وصوتُهُم يستجدي رغيفَ الخُبزِ في كلِ حرفٍ او فِكرَةِ بانَ من يحمِلونَ قوتَهُم وقوتَ غيرِهِم بين خيطان ملابِسِهِم الحريرية سيتوقّفون ليتساءلوا عن سرِ الامل الميت بينَ ايديهِم وعرقِ جبينِهِم….

لا شيء ليُرضينا… ولا شيء يُهمّشُ رائِحةَ البرتَقال التي تتستّرُ على قذارةِ الايادي التي تسلُبها من بياراتِها…. لا يوجدُ زاوية لتختبِئَ بها شجرةُ السروِ الآخِذةِ بالاِرتِفاعِ حتى أُحيلَ لحمامةِ السَلامِ انها تحلُمُ بملامَسةِ السماءِ. والسلامُ يُغتالُ في أرضِ السلامِ مَع كُلَّ ولادَةٍ لعدوٍ تمتَدُ اياديهِ لتُعانِقَ ارضاُ وسماءً ليسَت بِمِلكِهِ….

ويقَفُ الشُعراءُ عندَ اطلالِ العِشق. والذِكريات… وقصائِدُهُم تَتَلوَّعُ عندَ القافِيَةِ المُبعثَرةِ بإتقان…. بينَما يتأمّلونَ ما تبقّى من خَمرةٍ في كأسٍ يعكِسُ خيالَهُم المُؤلِم… وواقِعَهُم الكئيب… والليلُ الذي لا ينتَهي عِندَ حافّةِ الاحلام.. ورائِحةِ قَهوَةِ الصباح….

ونُكمِلُ ما تبقى من قراءَةِ قصيدةِ كُتِبت بحِبرِ الأملِ الكئيب… لنستُرَ عورَةَ اللاشيئ… وجُحوفَ الزمانِ… وقسوَةَ المَدينة… وتشرُدَ نسائِمِ الضياعِ بينَ لقاءاتٍ عابِره لعُشاقٍ أعيَتهُم اعينُ الفارِغين…. وتربصِ أطيافِ المساءِ بِهِم… سنُنيرُ شمعةُ في كُلٍ ظِلِ يائِس.. لنُكمِلَ احلامنا.. علّنا نُصبِحُ على واقِعٍ اقلُ ظُلماً من ذاتِنا وجهلِنا..

بقلم: آيه توفيق شلبي

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة