بين رحيل…منفى..ووطن….

تاريخ النشر: 22/05/12 | 13:26

كأيّ شيء آخر يحاوِلُ اثبات نَفسِهِ فوقَ جِدار الوهم والأمل المستحيل نعلّقُ ما تبقى من رفاتنا …ونَحلُمُ بجديلَةِ عذراءٍ لم تسقُط سهواُ فوقَ ذاكِرَةِ الانتِظار لبُندُقيّةِ ثائر…. نسيرُ كالعُراة…فنَحنُ لا نموت الا مرّة واحده في الحَياه…موت الجَسَد…ونموت الفَ مرّةِ كل يوم…عِندها فقَط نُدرِكُ قيمة العَدَم….سندرِكُ قيمَة النَومِ بلا وجَع…او سنَخافُ ان نَغفُوَ قليلا خوفاً من أن تَنام اوجاعنا بِنا…فنستَيقِظَ في سماءٍ تائهة…وكلُ الاتجاهاتِ بها تؤدي الى طَريقٍ كالرَماد…لا نستَطيعُ ان نُشعِلَ ما تبقى من نار ولا نستَطيعُ ان نعودَ الى حَيثُ المَنشئ…فنَسيرُ في ظلامٍ بِرائِحةِ الابد….

نشتَكي من تفاصيلِ ايامِنا الصغيرة…نتساءل كيفَ للكَهربُاءِ ان تَسكُنَ الخِيام…كيفَ للنَهرِ ان يكسِرَ الحُدود…وكيفَ للمِفتاحِ ان يرسُمَ خريطَةَ العودة….ونُكمِلُ ما تبقى من خطُواتٍ قليله نحوَ المجهول…في سبيلِ جمعِ

ما تبقى من احلامِ الوطن…ودموعِهِ…وربيعِهِ المُهاجِرِ مع امواجِ البَحرِ …وحروفِ الشُعراءِ في منفى العِشق…

ونسطُرُ رواياتِ الريح الحزينَه…والمَطَر…شواطئ العَدَم…قصصُنا نهايَةُ تغتالُ البِدايات اللانهائيّه…

نصلي لوجهِ السماء..ونُقبَلُ جبينَ الوَطَن….ونترُكُ ما تبقى من صلواتٍ مُخبئه لخطيئةٍ لا نتوبُ عنها…كالحُب..كالغَرَقِ المُتكرِرِ في دهاليزِ ليلةٍ بِطَعمِ الشَوقِ لواقِعٍ برائِحةِ المَنفى….

أيّتُها الأرواحُ التائهه ارجِعي الى ألأجسادِ قانِعةُ راضِيه….فقَد تعِبنا من الانفلاتِ الوَهمِي لكُلِ ما يُمكِنُ ان يكون..ننقَسِمُ على انفُسِنا..ننقسِمُ على اشلاء الوطَن…ننقَسِمُ على التَعَب…ونتّفِقُ ان ما يقينا من جوعٍ وبردٍ وويلاتٍ ليسَ سِوا رغيفِ خٌبزٍ وقطراتٍ من عَرَقِ عاملٍ وثائِر ومريضٍ يُقاسي ويناجي المَوت…علّ الراحَةَ تكونُ بِظلامِ القُبور….

ونُكمِلُ لنحيى بالقليلِ من كُلِ شيئ…قليل من التُراب..قليلا من ألأمل..قليلا من ندى الياسَمين..قليلا من الغيث..قليلا منّا..قليلا مِنهُم…

نحلُمُ بالنَعيم…ونرقُصُ فوقَ جناحِ يمامةٍ رقصَةَ السلامِ كسيرِ الجناحين….ونقول في سِرّنا ان لم نَجِد الحياة في الحياه سنَجِدُها فوق الحياه…وننامُ ونحلُمُ بِحلمِ الفقير بالجنّه…

نسيرُ معاُ كالرِفاق….كأغنِيةٍ تُلحّنُها الجميلاتُ فوق الساقِيَه….لا ليلُ يمحوها…ولا كئابةُ الصَيف…ونمضي…كياسَمينِ السَماء….وكظِلالِ البَنَفسَج…تجمَعُنا الاَحلام….وما تَبقى من ندى الشَمس…..

آيه توفيق شلبي

تعليق واحد

  1. أهنئك هذا نص جميل ، يكشف عن موهبة كتابة جريئة ، مبدعة ، متسائلة ومفكرة . ابراهيم مالك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة