عَ الوجَع…!

تاريخ النشر: 08/08/14 | 12:03

مقارنة…!
كان ذلك قبل تسعة أعوام, عندما قام المجرم عيدان نتن-زادة بإطلاق النّار مباشرةً على مسافرين عرب بحافلة كانت متّجهة الى مدينة شفاعمرو, وارتكاب مجزرة إرهابيّة مع سبق الإصرار والترصُّد, والتي راح ضحيّتها 4 شُهداء أبرياء, وهم هزار ودينا تركي وميشيل بحوث ونادر حايك وعدد من الجرحى. وقد قام عددٌ من المسافرين بضرب الجنديّ أثناء اطلاقه النّار عليهم دفاعاً عن النّفس ممّا أدّى إلى مقتله. وفي ذات السّياق, طالعنا البارحة خبر مقتل الشّاب محمد جعابيص من جبل المكبّر حسب رواية الشّرطة, والتي تدّعي أنّه كان يقود جرّافة بحيّ الشّيخ جرّاح في مدينة القُدس, فقام بمهاجمة حافلة مما أدّى إلى قلبها وإصابة من فيها, فهرع الى المكان مُقاتِل في وحدة نحشون وقام بإطلاق عدّة رصاصات باتجاهه وقتله(يُجدر أن عائلة الشّاب فنّدت رواية الشرطة)!
لنفترض جدلاً أنّ رواية الشّرطة صحيحة, فما الفرقُ إذاً بين من حاول إيقاف حمّام الدمّ في شفاعمرو وبين من قتل سائق الجرّافة!؟ لماذا زجّ القضاء الإسرائيلي بالشبان العرب في السّجن بادّعاء التسبّب بالقتل الغير متعمّد بينما أعتُبِر المُقاتِل بطلاً قوميّا…!؟
……….
مات وتريَّح…!
كثيراً ما نُردّدها وتلهجُ بها ألسنتُنا، فهل حقاً كلّ مَن ماتَ قد ارتاح…!؟ أظنُّ أننا نتَداولُ تلك العِبارة فقط لكَي نُعزّي أنفُسنا على تقصيرِنا في أداء المهامّ المُلقاة على عاتِق كلّ واحدٍ منّا, فنحن في وضعٍ لا نُحسد عليه ونحتاج إلى وقفة جادّة نُعيدُ من خلالِها النّظر في مسألة ما بَعد الموت، فمَن نشدَ الرّاحة جدّ لنَيلها، ومن طلبها شمّر عن ساعدَيهِ لبُلوغها!
يعني بالعربي: مش كُلّ واحد مات تريّح!
……….
انتشار السّلاح…!
سبق وأن كتبتُ عن موضوع فوضى السّلاح وانتشاره في مجتمعنا العربيّ أكثر من مرّة, ولا أجدُ حرجاً في إعادة الكرّة مرّة أخرى, فالأمر لم يعُد محتملاً, فهل هناك أبشع من جريمةٌ قتلٍ تُرتكب قُبيل الإفطار في شهر رمضان الفضيل!؟ أم أصبح ترويع الآمنين في البيوت نهجاً!؟ أم إطلاق النّار على المحلّات والسيارات صار حلّا!؟ تساؤلات كثيرة تجول بخاطر كلّ واحد منّا وتحتاج الى إجابة شافية! فعندما تركنا لغة الحوار, صار الرّصاص عنواناً للقصاص!
……………..
أيّتُها الفتاة…!
لا تظُنّين أنّ فارِسَك المِغوار سيخطفُك ويطير بك على حِصانِه الأبيضِ وأنتِ تذوبينَ فوق لوحةِ المفاتيحِ التي حُفِرَت على أناملِكِ, تُراسلين بأجملِ وأرقِّ العِبارات وربّما تحثّين الأصدقاءَ على برّ الوالدين, بينما صوتُ أمّك في المدى قد بُحَّ, راجيةً منكِ مُؤازرةً وأنتِ لا تلتَفتين إليها!
فلتعلَمي أنّ رضا الوالدين أهمّ واجلّ من أيّ شيء!

بقلم: عماد أبو سهيل محاميد

3madabusohil

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة