إيران نجحت في حياكة السجادة الشيعية وفشلت في السجادة النووية

الإعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 30/06/25 | 12:13

المعروف أن السجاد الإيراني الذي يطلق عليه ( العجمي) هو من أرقى أنواع السجاد في العالم ويعرف بجودته العالية وتصاميمه الفنية المتقنة. ويعود تاريخ صناعة السجاد العجمي إلى بلاد فارس القديمة، وهو جزء لا يتجزأ من الثقافة الفارسية. لا أحد ينكر وصول إيران الى العالمية بسجادها المشهور بتصاميمه الرائعة وألوانه الزاهية وبجودته العالية في المواد المستخدمة، مثل الصوف والحرير، بالإضافة إلى دقة التصميم والنسيج اليدوي المتقن، لكنها من جهة ثانية أوصلت أيضاً السجادة الشيعية الى العالمية عن طريق تصدير الثورات للخارج ودعم الشيعة في كل مكان مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وميليشيات شيعية في العراق حتى وصلت الى افريقيا.

السجادة الوحيدة التي فشلت إيران في صناعتها (لغاية الآن) هي السجادة النووية التي كان الزعيم الإيراني علي خامنئي يمني النفس في الجلوس عليها ليخيف بها “عدوه اللدود إسرائيل “. لكن الرياح لم تجر كما اشتهتها سفن خامنئي. فقبل وقت قصير من إمكانية دخول ايران النادي النووي قرر “التوأمان” في النهج السياسي اليميني ترامب ونتنياهو محو كلمة نووي من القاموس الفارسي.

ولكن، هل استطاع “التوأمان” فعلاً القضاء على كل ما هو متعلق بالنووي في إيران؟ وأيضًا هل تأثر النظام (نوويا) من هذه الحرب؟

الوكالة الدولية للطاقة الذرية(IAEA) ، قالتها صراحة إن إيران كانت تمتلك، قبل اندلاع الحرب، ما لا يقلّ عن 408 كلغ من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%. وكان بإمكان الإيرانيين إخراج هذه المئات من الكيلوغرامات من المواقع النووية قبل قصفها، ونقلها إلى أماكن سرية. عملياً ما تم تخصيبه من اليورانيوم بقي على حاله بعد الضربة. والسؤال المطروح: ما الفائدة إذاً (عسكريا) من هذه الضرية غير عرض عضلاتً؟

في مقال له في صحيفة “نيويورك تايمز” يرى الباحث السياسي الأميركي من أصل إيراني وليّ رضا نصر المتخصّص في دراسات الشرق الأوسط وتاريخ الإسلام، ومؤلّف العديد من الكتب عن إيران أنّ المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي لن يتراجع في مواجهة أيّ تهديد لإيران.

محللون يرون أن أمريكا أعطت ايران فرصة لنقل مخزونات اليورانيوم المخصّب، بدليل عدم حدوث إشعاعات نووية. لكنّ هذا يعني ان وقود اليورانيوم العالي التخصيب ما زال موجوداً لدى ايران . والسؤال الذي يطرح نفسه بعد وقف اطلاق النار، عمّا تريده ايران لنفسها في المنطقة. لكن السؤال الأهم أيضاً في هذه الفترة المتوترة يبقى: ماذا لو أعادت إيران بناء قدرات وكلائها أو استأنفت تخصيب اليورانيوم؟

فهل تلجأ إسرائيل في هذه الحالة إلى ضربات استباقية تجبر ايران على الرد بعمليّات انتقاميّة؟

وأخيراً… ما يجري الآن في الكنيست يبرهن عل صحة موقف الذين لا يرون جدوى من الدخول في الكنيست والرهان المخزي لبعض الأحزاب العربية على قيادات أحزاب يهودية أثبت فشله وأثبت قصر نظر تلك الأحزاب العربية. والمضحك في الأمر ورغم الحالة (المقرفة) التي وصلنا اليها، هناك من يطالب بإحياء ما يسمى بـ “القائمة المشتركة” وكأنها ستنقذ الزير من البير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة