عفوا ايها الجيل

تاريخ النشر: 09/03/12 | 10:54

خرج من الباب الخلفي وطرقه خلفه وكأن صاعقه ضربت عقله. دربكة فوق سطح المنزل وأصوات تتعالى من خارج البيت قفزت من مكاني لأرى إلى أي مدى تكون فوضى الزمن واحترام الوقت، هام لدينا وقد قاربت الساعة لاكتساح يوم وتجدد يوم أخر. وهو يعلم أن المدارس قد أصدرت أوامر بأن التأخير عن الزمن المحدد لها قد يضر بالطالب إذا تجاوز هذه الحدود.وقد يحرموه المنحة وهدية الطالب المثالي, لا يهم هذا أكثر من وجوده بين المطرقة والسندان.

آمي تقول لي دائما اتركه وشانه انه مراهق وبالفعل قد أرهقني كثيرا بعقله وبتصرفاته التي ادقق بها أجدها حمقاء وأفعال غبية ومع ذلك إني متعلق بة حتى إذا وجدت نفسي في العمل أو داخل الفراش أجده أمامي أخاف علية كثيرا فمنذ أن خرج أبي من الدنيا ليلتحق بأجدادي وجدت نفسي محل مسؤولية كبيرة من هذا الطفل المراهق. إلى أين ذهب أيظن أن الشمس لا ترى من الغربال أو يعتقد انه ابره قد سقطت إلى قاع البئر الم انتشل هذه الابره بكفي.

يصرخ دائما بوجه أختي أللتي تكبره بنصف عقد ظانا منه أنه رجل ونحن نعرف أن أنكر الأصوات لصوت الحمير, وإذا خاطبناه لا يكترث لكلامنا ويعاند معتقدا منه انه على حق, عنيد كضرب الحديد على صخرة مجوفة أو كصرخة داخل غار لا يسمع منها غير صوته.

خرج إلى بيت جارنا ولكن ماذا يفعل في هذا الوقت المتأخر, قلقت عليه وأطفأت كل المصابيح وترصدته على كنبة في العتمة مقابل غرفته ووضعت راسي على الوسادة لأرتقبه.

مرة أخرى أصوات على سطح البيت لقد عاد.ولكن ماذا كان يفعل ؟؟ وكيف سينهض باكرا إلى المدرسة؟؟ لقد طفح الكيل.ها هو يختلس بخطواته كلص محترف يسرق بنكا وكيف لا يكون بنكا ؟و هو لا يخجل أن يأخذ المال ويصرفه على زملائه الأغنياء ليظنوا به حسن حالته المادية, فنحن لا نبخل عليه ولكنه أحمق يعتلي صهوة جواده وهو في واد عميق وطويل مشواره إلى أعالي الجبال ليبسط بها البساط الأحمر ويعتلي المجد.

صرخت به أين كنت ؟ وما كنت تفعله ؟ أسئلة كثيرة ومتتالية وبصوت عالي نظر إلي وضاعت الإجابات عنده. استيقظت آمي من نومها وجاءت هرولة تسأل ماذا حصل ولم كل هذا الصريخ احدث شيء فبدأ أخي يذرف الدموع فصارت آمي تندب حظها مني وعلى أخي اخرس واخفض صوتك لقد صرنا حكاية تداولها الألسن وبدلا من توبيخه انهالت علي فثارت أعصابي حينها دفعت أخي على درجات البيت فسقط من عليه وكأنه يحصد الورود من حديقة ألجوري الأحمر والدم يسقط على الدرجات فلم انطق ببنت شفة وآمي قد أصابها نوع من فقدان الوجود مع فتحة اندهاش من فيها وجحوظ في عيناها فما كان مني إلا أن قفزت إلى موقع سقوط أخي إذ أنا اهوي من على الكنبة, الحمد لله لقد كان كابوسا جافا ولكن من وضع علية الغطاء.

قمت والشمس تداعب وجنتي فتحت الباب على أخي فوجدته يحضر حقيبته ليذهب إلى مدرسته نظر إلي بابتسامة شفافة وعاد ليرتب حقيبته. نزلت إلى المطبخ لأتناول فطوري وانأ فاقد للوقت الذي جاء به أخي ومن وضع علي الغطاء وحتى أخي كيف دخل إلى فراشه وكيف مر عني ولم أبصره. لقد كان هناك شيء خفي لا اعلمه.

‫3 تعليقات

  1. احييك اخي عمار على عطائك المتواصل..اتمنى لك مزيدا من التالق الجميل..

    القصة بها تورية ومجاز جوهري…على كل حال التالق الجميل في التربية

    امر ضروري هذه الايام..

  2. تحياتي العطره يا عمار
    ان كتابات زاخرة المضمون والمعنى, تحث على الأخذ بالقيّم السليمة وتنص على قيمة التربيه.. سلمت يمناكَ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة