الوالديّة مسؤوليّة فيها المحبّة والتّعب والصّبر والمتعة!
د. محمود أبو فنّه
تاريخ النشر: 14/05/25 | 21:52
هناك العديد من الأمور نجهل حقيقتها وأبعادها ومسؤوليّاتها حتى نجرّبها!
من تلك الأمور التي تندرج ضمن ذلك: تجربة الأمومة والأبوّة!
فمهما قرأنا أو سمعنا عن هذه التجربة – الأمومة والأبوّة – لا يكفي لمعرفة المسؤوليّات والأتعاب والسهر والحنان والخوف والقلق والمشاكل والسعادة والفرح التي ترافقنا ونلقاها ونحن نعيش هذه التجربة الإنسانيّة الرائعة مع الأبناء!
ويجب أن يبدأ الوالدان بتربية الطّفل منذ مولده، وربّما قبل مولده!
فالسّنوات الأولى من حياة الطّفل تعتبر حاسمة في بناء شخصيّته وبلورة قيمه ومواقفه.
من هنا ضرورة إعداد الآباء والأمّهات وتأهيلهم بصورة ناجعة ليقوموا بتربية الأبناء التّربية الّتي تحقّق الشّخصيّة المنشودة لبناة الغد والمستقبل.
وفي الواقع المعيش نجد الكثير من الآباء والأمّهات يحاولون، بكلّ ثمن، إرضاء أبنائهم، ويبدو أنّهم يبغون تعويض ما فقدوه في طفولتهم من رعاية حانية، وما حرموا منه من حاجيات أساسيّة ضروريّة!
وينسى الوالدان أنّ التّربية المثلى لا تعني، بالضّرورة، تلبية جميع طلبات الأبناء، والسّعي المحموم لإرضائهم، بل يتوجّب عليهم غرس القيم الإيجابيّة الدّالّة فيهم، وأفضل الطّرق لذلك هي القدوة الحسنة لأبنائهم في أقوالهم وأفعالهم، والحوار المتكافئ، والدّعم والتّعزيز، وليس اتّباع أسلوب الوعظ المباشر أو اللّجوء إلى أساليب القمع والتّعنيف والعقاب، أو معاملتهم بدلال مفرط ومنحهم كلّ ما يطلبون!
والمفروض أن يكون هدف الوالدَين في تربية الأبناء أنْ ينشؤوا سعداء أصحّاء إيجابيّين واثقين ومعتزّين بأنفسهم، وأن يمنحاهم المحبّة والتّسامح، ويتجنّبا الانتقادات المُحبطة لهم، فالرّسائل الإيجابيّة الّتي يتلقّاها الطّفل من والديه في سنواته الغضّة المبكرة تشكّل شخصيّته في المستقبل.
ويُطلب منهم عدم المغالاة في مدح أبنائهم، وأن لا يفرضوا عليهم تعلّم ما يتعارض مع رغباتهم وميولهم، وأن يعلّموهم ويكسبوهم المهارات الحياتيّة المنشودة كالمسؤوليّة والاعتماد على الذّات، وحلّ المشكلات …
ويحتاج الوالدان كذلك إلى الصّبر والتّسامح والمحبّة والقبول غير المشروط للأبناء إذا ارتكبوا بعض الأخطاء، أو إذا فشلوا في بعض المهامّ.
وليتذكّر الوالدان أنّ الأبناء قد يتأثّرون بما يجري حولهم في محيطهم القريب، وما يتعرّضون له من تأثير وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وما يطرأ عليهم من تطوّر ونمو وتغيير جسديّ ونفسيّ خاصّة في مرحلة المراهقة.
بورك الوالدان اللّذان يتحلّيان بالوعي والمعرفة والدّعم والمسؤوليّة والمحبّة تجاه أبنائهم.