ما أجمل الحياة مع المحبّة والتّسامح والوئام!

د. محمود أبو فنّه

تاريخ النشر: 25/06/25 | 5:20

أدعو إلى اعتناق قيم المحبّة والتّسامح واحترام المختلف، وكم تروق لي أبيات
الفيلسوف الصّوفيّ ابنُ العربيّ (1165م – 1240م) المشهورة:
لقد صارَ قلبي قابِلا كُلَّ صورةٍ – فمرعًى لغزلانٍ وَديْرٌ لرُهبانِ
وبيتٌ لِأَوثانٍ وكعبةُ طائٍف – وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قُرآنِ
أَدينُ بدينِ الحُبِّ أَنّى َتَوجَّهَتْ – ركائِبُهُ فالحُبُّ ديني وَإِيماني
فابن العربيّ بهذه الأبيات يعلن أنّ في قلبه متّسعًا لجميع النّاس على اختلافهم دينًا وعرقًا ولونًا…. وهو لا يقتصر في حبّه على المؤمنين بالدّيانات السّماويّة التّوحيديّة الثّلاث، بل يشمل أتباع الهندوس والبوذيّين الّذين يعتنقون قيمًا ليست بعيدة عن قيم الدّيانات السّماويّة مثل: تحديد ما هو الخير وما هو الشّر وغيرها من القيم الإنسانيّة.
وهناك القصيدة الرّائعة: “أنت وأنا” للشّاعر خليل الهنداويّ (1906م – 1976)
الّتي يحلو لي أنْ أقتبس بعض أبياتها:
أنتَ إنسانٌ وإنسانٌ أنا – فلماذا نحنُ خصمانِ هُنا؟
أرضُنا إنْ شئتَ تَغدو مسكنًا – وإنْ شئتَ استحالت مدفَنا
كنْ كما شئت وخالف مذهبي – لن تراني حاقدًا مضطغنا
مذهبِي الحبُّ وإيماني الهوى – لا غنىً كالحبِّ في دُنيا الفَنا
مَوطِني الإنسانُ لا لونَ لهُ – فاجعلِ الإنسانَ مِثلي مَوْطنا
إنْ زرعْنا البُغضَ يأكلْنا معًا – إنْ غرسْنا الحبَّ يُزهرْ حولَنا
حقًّا، متى تسود قيم المحبّة والتّسامح والوئام بين الجميع، ونطبّق ما قاله أمير الشّعراء أحمد شوقي: “…اختلافُ الرّأي لا يُفسدُ للودّ قضيّة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة