خَرِيبُ الذِّمَّةْ قِصَّةٌ قَصِيرةْ

بقلم أ د الشاعر محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

تاريخ النشر: 02/12/23 | 8:54

لَا أَتَذَكَّرُ اسْمَهْ وَأَحْمَدُ اللَّهَ أَنَّنِي لَمْ أَتَذَكَّرْهُ وَلَا
أَنْدَمُ عَلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِالنَّاسْ لِِأَنَّ كُلَّ عَمَلٍ
صَالِحٍ يَفْعَلُهُ الْإِنْسَانْ إِنَّمَا هُوَ لِمَصْلَحَتِهْ..( إِنَّ
رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ
يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ
بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ
الْعَالَمِينَ) الْأَعْرَافْ54 وَسُبْحَانَ مَنْ لَهُ الْخَلْقُ
وَالْأَمْرْ:
سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهْ= سُبْحَانَ رَبِّ النَّاسْ
اَللَّهُ فِي عَلْيَائِهِ=رَبٌّ شَدِيدُ الْبَاسْ
يَعْلَمُ نَبْضَ الْقُلُوبْ=وَمَا حَوَتْ مِنْ ذُنُوبْ
يَعْلَمُ مَا تُخْفِي الصُّدُورْ=وَمَا احْتَوَاهَا مِنْ غُرُورْ
وَفَوْقَ كُلِّ هَذَا=يَعْلَمُ مَا لِمَاذَا؟!!!
يَعْلَمُ كُلَّ شَيْءْ=وَتَوْقَنَا لِلْفَيْءْ
***
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانْ=يَا ظَالِماً لِلنَّفْسْ

تَخْطُو مَعَ الرُّبَّانْ=وَيَحْتَوِيكَ الْيَأْسْ
قُلْ لِي:لِمَ الْإِمْعَانْ=فِي الْجَهْلِ وَالطُّغْيَانْ؟!!!
يَا وَكْسَةَ الْأَطْمَاعْ!!!= يَا نَكْسَةَ الْخَدَّاعْ!!!
فَكَيْفَ تَلْقَى اللَّهْ=فَرْداً مِنَ الطُّغَاةْ؟!!!
يَا خَائِنَ الْأَمَانَةْ=وَهَاجِرَ الدِّيَانَةْ
يَا أَيُّهَا الْجَهُولْ=أَلَسْتَ بِالْخَجُولْ؟!!!
نَسِيتَ رَبَّ الْعَرْشْ؟!!!=أَحْسَنُ مِنْكَ الْجَحْشْ
أَتَفْتَرِي كَالْوَحْشْ؟!!!=فَهَلْ نَسِيتَ النَّحْشْ؟!!!
***
اِنْتَهَى مِنَ الْبِعْثَةْ..أَعْطَوْهُ خِطَاباً لِلْإِدَارَةِ لِيُعَاوِدَ
عَمَلَهُ فِي الْوَطَنْ..نَبَّهَ عَلَيْهِ الْعَامِلُونَ فِي
الْمَنْطِقَةْ..بِضَرُورَةِ دَفْعِ كُلِّ مَا عَلَيْهْ..وَإِلَّا لَنْ
يَتَسَلَّمَ الْعَمَلْ..أَخَذَ يَتَنَقَّلُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ إِلَى ذَاكْ
..حَتَّى وَجََّّهُوهُ بِالذِّهَابِ إِلَى التَّكَافُلْ..ذَهَبَ إِلَى
الْمُوظَّفْ وَََأَعْطَاهُ اسْتِمَارَةً لِيَدْفَعَ بِهَا فِي أَحَدِ
فُرُوعِ بَنْكِ مِصْرْ..وَكَانَتِ الْمُفَاجَأَةُ الْمُذْهِلَةْ..أَخْطَأَ
الْمُوَظَّفُ الْمُغَفَّلْ.. وَََأَعْطَاهُ اسْتِمَارَةً لِيَدْفَعَ بِهَا
سَنَةً وَاحِدَةً مِنَ التَّكَافُلْ..وَكَانَ مِنَ الْمَفْرُوضِ أَنْ
يُعْطِيَهُ اسْتِمَارَةً لِيَدْفَعَ بِهَا ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ مِنَ
التَّكَافُلْ..هِيَ مُدَّةُ بَعْثَتِهِ الَّتِي انْتَهَتْ ..لَمْ يَنْتَبِهِ
الْمَبْعُوثُ لِخَطَأِ الْمُوَظَّفُ الْمُغَفَّلْ..إِلَّا بَعْدَ دَفْعِ

تَكَافُلِ السَّنَةِ الْوَاحِدَةْ..فَنَبَّهَهُ لِلْخَطَأْ..فَقَالَ لَهُ
الْمُوَظَّفْ:سَأُعْطِيكَ اسْتِمَارَةْ..لِدَفْعِ السَّنَتَيْنِ
الْمُتَبَقِّيَتَيْنْ..وَبِالْفِعْلِ تَمَّ الدَّفْعْ..وَأَخَذَ الْمُوَظَّفُ
الْمُغَفَّلْ..إِيصَالَاتِ الدَّفْعْ..وَقَالَ لِلْمَبْعُوثْ:اِذْهَبْ
وَاسْتَلِمْ عَمَلَكْ ..قَامَ الْمُوَظَّفُ الْمُغَفَّلُ بِإِخْفَاءِ
الْإِيصَالَاتِ أَوْ تَمْزِيقِهَا لِتَخْتَفِيَ مَعَهَا سَلَّةُ
أَخْطَائِهْ.
وَتَمُرُ الْأَيَّامُ وَالشُّهُورُ وَالسَّنَوَاتْ..وَيُقَرِّرُ
الْمَبْعُوثُ الِانْتِقَالَ لِلْعَمَلِ فِي مُحَافَظَةٍ
أُخْرَى..وَيَكْتَشِفُ جَرِيمَةَ الْمُوَظَّفِ الْمُغَفَّلْ..
خَرِيبِ..الذِّمَّةْ..حِينَ لَمْ يُعْطِهِ خِطَاباً بِتَسْدِيدِ تَكَافُلِ
مُدَّةِ الْبَعْثَةْ.
نَاقَشَ الْمَبْعُوثُ الْمُوَظَّفَ الْمُغَفَّلْ..فَحَاوَلَ تَبْرِيرَ
أَخْطَائِهْ..لَيْسَ مَعَ الْمَبْعُوثِ دَلِيلٌ عَلَى الدَّفْعْ..لِأَنَّ
الْمُوَظَّفَ الْمُغَفَّلْ..كَانَ قَدْ أَخَذَ إِيصَالَاتِ
الدَّفْعْ..وَلَوِ اشْتَكَاهُ رُبَّمَا سَتَكُونُ مُشْكِلَةٌ
كَبِيرَةْ..وَوَجَعُ دِمَاغٍ هُوَ فِي غِنًى عَنْهْ .
فَقَرَّرَ رَفْعَ الشَّكْوَى إِلَى اللَّهْ .
بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري /
محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم
شاعر الثّلَاثُمِائَةِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة