لا تلوموني القول تباً لنا… أي صنف من الهمج نحن

الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 27/08/23 | 20:19

لم يعد القتل وإطلاق النار عندنا بـ “المفرق” وأصبح بـ “الجملة”. تطور يحسدنا عليه الغير من المجتمعات. في مجتمعنا (العربي؟!) يتم القتل هنا وهناك وفي كل مكان. لا أحد يردع القتلة. كانوا يقتلون شخصا، لكن وتيرة حب القتل ارتفعت عندهم فضاعفوا العدد الى اثنين وثلاثة وأربعة وإلى خمسة. أي بشر نحن. ورغم ذلك لم يكتف القتلة ولم يشبعوا نهمهم بالقتل.

اسمعوا ما جرى يوم أمس السبت وحده: أصيب 6 أشخاص خلال تواجدهم في ساحة منزل بجروح بينهم اثنان بحالة خطيرة، إثر تعرضهم لجريمة إطلاق نار في بلدة كفر كنا على يد ملثمين وجرى نقلهم إلى المستشفى. وفي نفس اليوم أصيب شاب بجروح جراء تعرضه لجريمة طعن في محطة وقود في قرية الزرازير، كما أصيب أيضا شاب آخر بجروح إثر تعرضه لجريمة طعن في بلدة قلنسوة.

إطلاق نار بالجملة. قتل بالجملة بمعنى مجازر ترتكب على عينك يا تاجر دون ان تحرك الدولة ساكنا. الشرطة تتعامل معنا كعرب تحت شعار “فخار يكسر بعضو” حصيلة ضحايا جرائم القتل التي ارتكبت في المجتمع الفلسطيني ارتفعت إلى أكثر من 150 قتيلاً منذ مطلع العام الجاري، وهي حصيلة قياسية غير مسبوقة.

عدد القتلى عندنا بلغ في شهر أيار الماضي 24 قتيلا وفي شهر حزيران 25 قتيلا وشهر تموز شهد سقوط 24 عربيا. أما الشهر الحالي فقد سجل لغاية الآن 21 قتيلا، ولا ندري من سيقتل حتى نهاية الشهر. ما شاء الله حصيلة ترفع الرأس.

عمليات إطلاق النار في مجتمعنا أصبحت أمراً عادياً كل يوم في شوارع وساحات المدن، وحتى ان مطلقي النار تجاوزوا كل الحدود باقتحامهم ساحات منازل. الشرطة المخولة بحفظ أمن المواطن غير معنية بأمن المواطن العربي، بل بأمن المواطن اليهودي فقط. ألم يقولوا عن دولتهم انها دولة اليهود؟

وماذا نحن إذن؟ هم يقولون عنا اننا “عرب إسرائيل” ولسنا “مواطنون إسرائيليّون”. افهموها يا ناس. أنا لا أفهم كيف تستطيع الشرطة اكتشاف من يقتل مستوطناً خلال ساعات وحل لغز مقتل يهودي داخل إسرائيل بسرعة البرق وتعجز عن اكتشاف قتلة العرب؟ الشرطة غير معنية والدولة غير مهتمة ونحن نقتل بعضنا بعضاً. أي نوع من البشر نحن، أي صنف من الهمج نحن؟ يا ريت حدا يخبرنا.

يقولون ان معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء، وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام، ويتحدثون أيضا عن مؤشرات على تواطؤ أجهزة الأمن الإسرائيلية مع منظمات الإجرام بدليل افلات القتلة من العقاب. إذاً ما العمل في ظل هذا الوضع؟ لمن نشكي أمرنا وحالنا إذا كانت الدولة غير معنية بنا؟ فكّروا معي.

وأخيراً…

اقترح بعد تفكير عميق، وليسمع من له آذاناً صاغية: إضراب شامل عام مفتوح لكل شيء في المجتمع العربي وتسليم مفاتيح السلطات المحلية لبن غفير، واستقالة أعضاء الكنيست العرب ومن ثم التوجه للأمم المتحدة. فهل تفعلوها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة