حكومة نتنياهو تتجاوز كل الخطوط الحمراء

الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 22/08/23 | 16:09

الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تسلمت مهامها نهاية العام الماضي، لكنها قامت بأكبر عملية استيطان (على الأقل) منذ عام 2012. اسمعوا ما تقوله معطيات حركة “السلام الآن” اليسارية الإسرائيلية الرافضة للاستيطان: منذ مطلع العام الجاري دفعت الحكومة الحالية بمخططات لإقامة 12 ألفا و885 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، ونشرت أيضا مناقصات لبناء ألف و289 وحدة استيطانية، ما يرفع إجمالي عدد الوحدات إلى 14 ألفا و44 وحدة.

وللقدس الشرقية حكاية أخرى مع الاستيطان. فقد ذكرت منظمة “عيرعميم” اليسارية المختصة بشؤون القدس، أن السلطات الإسرائيلية تناقش الآن مخططات لإقامة 7 آلاف و82 وحدة استيطانية في القدس الشرقية. ان عدد المستوطنين وصل في العام الجاري إلى 506 آلاف مستوطن بالضفة الغربية و230 ألف مستوطن في داخل القدس الشرقية. ومن يعتمد على ما يسمى اليسار الإسرائيلي في موضوع القدس فهو بنظري لا يفقه بالسياسة ولا يعرف عقلية اليهودي. فهناك اتفاق بين جميع الأحزاب الإسرائيلية يسارية كانت أم يمينية على أن مدينة القدس هي عاصمة إسرائيل. فماذا أنتم فاعلون يا قادة دول الجامعة العربية؟

إسرائيل تجاوزت مل الخطوط الحمراء في سلوكياتها على صعيد الداخل وفي الضفة الغربية والقدس. فلا يكفيها مئات القوانين العنصرية التي أصدرتها لغاية الآن بحق فلسطينيي الداخل، بل وصل الأمر بوزير المالية الفاشي سموتريتش لتجميد ميزانيات السلطات المحلية العربية. لماذا؟ فقط لأنهم عرب. عنصرية لا مثيل لها. حتى أن حكومة اليمين الفاشي تخطط لعملية استيطان لا مثيل لها.

إسرائيل تتنصل دائماً من تعهداتها. وعلى سبيل المثال: في السادس والعشرين من شهر فبراير/شباط الماضي، وخلال اجتماع فلسطيني-إسرائيلي، عقد في مدينة العقبة الأردنية، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية والأردن ومصر، تعهدت إسرائيل بتجميد الاستيطان. فقد التزمت بوقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر.

كلام انشائي جميل.

بعد مضي عشرين يوماً على الاجتماع، سمعنا عن اجتماع مماثل آخر. لماذا بهذه السرعة لا أحد يعرف. المهم اجتماع مماثل عقد في التاسع عشر من شهر مارس/ آذار الماضي في مدينة شرم الشيخ المصرية. وماذا كانت النتيجة؟ نفس قرارات الاجتماع الأول. وما الحكمة من ذلك؟ لا أحد يعرف. ويكفي أن تعرف إسرائيل. وماذا نجم عن الاجتماع؟

إسرائيل أعلنت عن نفس الالتزام الذي تعهدت به في الاجتماع الذي جرى في العقبة الأردنية. لكن، ماذا كانت النتيجة بعد هذين التعهدين؟ لا شيء. حكومة كذابة ووزراء ساقطين، لأن كافة الوقائع على الأرض تشير إلى أن ما يجري هو عكس ما تعهدوا به، فلم يتم تجميد الاستيطان بل زادوه عدداً.

وأخيراً.. يوجد مثل شعبي يقول:” إذا ما كبرت ما بتزغر” ولذلك من المفترض ان يقوم رؤساء السلطات المحلية العربية “بتسليم المفاتيح” لوزارة الداخلية ويباشروا بالدعوة لإضراب مفتوح ضد قرار سموتريتش بتجميد الميزانيات. فهل يفعلوها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة