الكذاب ابن الكذاب والمهرج الخطير.. والتلم الأعوج من الثور الكبير

كتب: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 05/03/23 | 13:16

في الخامس عشر من الشهر الماضي كان عنوان مقالي ” نتنياهو الفاقد لعقله”، وها هو يائير لابيد رئيس الحكومة السابق يقول في حديث مع اذاعة الجيش الإسرائيلي أن “نتنياهو فقد صوابه”. والفاقد لعقله هو بطبيعة الحال الفاقد لصوابه. وفلت أيضاً في المقال ان “نتنياهو فقد البوصلة، والقادم أسوأ على جميع الأصعدة”. أما لابيد فقد صرح للإذاعة نفسها بأن “حكومة نتنياهو فقدت السيطرة”. والفاقد للسيطرة على الوضع، هو نفسه الذي يفقد البوصلة التي ترشده للسيطرة على ما يجري.
لابيد وصف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بالكاذب ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بمهرج “تيك توك”. ولكن لماذا هذا الوصف؟ لابيد طار عقله عندما كشف سموتريتش ان لابيد حليف منصور عباس في الائتلاف الحكومي السابق، طلب من أصحاب المصانع إخراج مصانعهم من إسرائيل. وهنا جن جنونه وسارع لاتهام سموتريتش بأنه كذاب ابن كذاب. وبغض النظر عما إذا كان سموتريتش كاذبا أم صادقاً، فالاثنان لديهما خلاف شخصي ويريدان تصفية حسابات، لكنهما من طينة واحدة بالنسبة للفلسطيني.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن اليميني المتطرف سموتريتش، حاول التنصل من التصريحات التي دعا فيها لمحو بلدة حوارة جنوب نابلس. وقال خلال مقابلة مع قناة 12 العبرية، الليلة الماضية، إنه “لم يقصد المساس بالأبرياء وفي بعض الأحيان يستخدم الناس عبارات صعبة ولا يقصدون معناها الحرفي وذلك لنقل رسالة شديدة اللهجة”. على من يضحك هذا الفاشي؟ أهل حوارة كلهم أبرياء وكلهم مسالمون فكيف لا يريد المساس بهم وهم الذين يرغب في إبادتهم. حتى أن رئيسه في الحكومة نتنياهو وقف إلى جانبه ودافع عن تبريره لتصريحه، بالقول: “من المهم بمكان توضيح سموتريش أنه لم يقصد المساس بالأبرياء أو عقابًا جماعيًا”. من الطبيعي أن لا نتوقع غير هذا الموقف من نتنياهو، لأن “الجاجة ما بتتخلى عن طيـ” وبتعبير أصح “التلم الأعوج من الثور الكبير”.
محاولة تنصل سموتريتش من تصريحاته وخلق تفسير آخر لها، من الطبيعي أن تكون لها خلفية سياسية. وخلفية التراجع واضحة تماماً: سموتريتش تراجع عن تلك التصريحات بسبب الضغط الأمريكي، في ظل مطالبات شعبية كثيرة في الولايات المتحدة بعدم استقباله. ووفقًا للقناة 12 العبرية، فإن الولايات المتحدة تدرس عدم السماح لسموتريتش بدخول أراضيها بسبب هذا التصريح، ونصحت جهات في واشنطن الوزير الإسرائيلي بعدم تقديم طلب دخول الأراضي الأميركية. كان بودي لو استعمل لابيد في هجومه على ابن جلدته الفاشي سموتريتش التعبير الشعبي العربي “كلب ابن كلب” لأنه يليق أكثر بهذا الفاشي الوزير في حكومة الليكودي نتنياهو.
حتى أن بن غفير لم يسلم من لابيد الذي قال عنه أنه “مهرج تيك توك خطير ويواصل التحريض على العنف وتشجيعه”. قد يكون بن غفير مهرجاً وهذا ليس ببعيد عنه، لكن التحريض الذي يقصده لابيد ليس التحريض على الفلسطينيين، بل التحريض “على نشوب مواجهة بين الشرطة والجمهور” حسب قوله.
وأخيراً…
لابيد برّأ حكومة نتنياهو من “يمينيتها” واستخدم كلمة أقل قساوة إذ قال:”هذه ليست حكومة يمينية كاملة، إنها حكومة فوضوية كاملة “. فعلاً صدق المثل الشعبي “الكلب ما بعض اخوه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة