شر البلية ما يضحك…فتح السفارات بعد فتح الأجواء؟

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 03/03/23 | 17:13

يكفر ويطلب من الآخرين أن لا يكفروا. هكذا يتصرف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. غارق حتى شعر رأسه في وحل إسرائيل أمنياً واعترافاً وقنوات سرية، ويطلب من دول أخرى عدم الاعتراف بالدولة التي ينسق معها ضد شعبه. فعلاً شر البلية ما يضحك. اسمعوا هذه الحكاية: رئيس السلطة طلب مؤخراً من سلطان عمان هيثم بن سعيد، عدم البدء بعملية تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، بعد إعلان السلطنة عن فتح أجوائها أمام الطائرات الإسرائيلية المتجهة شرقاً. وعلى ذمة القناة 12 العبرية، فإن السلطنة تعهدت للرئيس الفلسطيني بذلك. وكانت سلطنة عمان قد أعلنت مؤخراً عن السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق عبر مجالها الجوي، بعد عدة أشهر من المفاوضات بين البلدين، وفق القناة.

الرئيس الفلسطيني لم يجرؤ على إدانة الخطوة العمانية بفتح أجوائها أمام إسرائيل، كي لا يصيبه ما أصابه عندما أدان عملية تطبيع الإمارات مع إسرائيل، وتوقيعها اتفاق إبراهيم، حيث تعرضت علاقاته مع كبار المسؤولين في الإمارات لضربة قاسية، واضطر بعدها مرغما الى التراجع عن الإدانة والاعتذار. ولذلك اختار الآن طريق الرجاء والتوسل السياسي مع سلطان عمان، عسى أن يفيده السلطان بشيء.

المشكلة مع رئيس السلطة الفلسطينية انه يستغبي شعبه أولاً والشعب العربي ثانية. هو يعرف تمام المعرفة أن سلطنة عمان لها علاقات قديمة مع إسرائيل منذ أيام الراحل عرفات والتطبيع غير الرسمي قائم بينهما. يعني العلاقات بين إسرائيل وعمان موجودة (تحت الطاولة) منذ عام 1978. وفي الماضي كان هناك مكتب تجاري يعمل بين البلدين وكان هناك أيضا مشروع تجريبي لتحلية المياه.

نتنياهو قالها صراحة في تغريدة على تويتر: “نقوم بتوسيع دائرة السلام بالموافقة على الرحلات الجوية الإسرائيلية فوق عمان، ووزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، تحدث في مقابلة مع قناة i24NEWS العبرية قبل فتح الأجواء العمانية امام الطيران الإسرائيلي، عن “انضمام المزيد من الدول إلى الاتفاقيات الإبراهيمية التي توسطت فيها الولايات المتحدة لبناء علاقات مع إسرائيل وستكون هناك بعض الأخبار”. والسؤال المطروح بعد فتح أجواء عمان للطيران الإسرائيلي، عما إذا كان فتح سفارتين بين إسرائيل وسلطنة عمان من ضمن “بعض الأخبار” التي أشار إليها كوهين؟

سلطنة عمان يا سيادة الرئيس عباس هي “مفتاح” عملية التطبيع مع دول الخليج وتلعب دوراً أساسياً في ذلك ولو أنها ظلت (ظاهرياً) بعيدة عن العملية، لكنها في الحقيقة بالنسبة لإسرائيل هي الأساس. وحتى لو تعهد سلطان عمان بعدم التطبيع مع اسرائيل رسميا (على الأقل الآن) لكنه يبقى (جوكر) التطبيع على صعيد الخليج. اقرأ يا سيادة الرئيس الفلسطيني ما كتبته صحيفة “جبروزاليم بوست” في الثالث عشر من شهر سبتمبر/ أيلول عام 2020: “رغم عدم وجود اتفاق سلام بين البلدين، إلا أن عُمان كان لها دور مهم في التمهيد أمام دول الخليج، لتكون أكثر انفتاحا على إسرائيل، وفي عدة مؤتمرات هامة على المستوى العربي كانت خلال العامين الماضيين تدعم اندماج إسرائيل في المنطقة، فمن الخطأ اعتبار هذا الأمر نوعا من المصادفة أو العشوائية”. هل فهمت يا أبا مازن؟

وأخيراً… حسين الشيخ اليد اليمنى لرئيس السلطة الفلسطينية وهمزة الوصل بين السلطة وإسرائيل، يقول ان اجتماع العقبة لم يكن أمنياً بل سياسياً. يكذب بدون خجل أو حياء. أترك الرد عليه لصحيفة يديعوت أحرونوت: “القمة تهدف لإعداد ترتيبات أمنية من أجل وقف التوتر الميداني الحاصل في الأراضي المحتلة عام 1967 في الضفة والقدس، قبل حلول شهر رمضان الشهر المقبل”. والمقصود طبعاً وقف عمليات المقاومة. إذاً اجتماع العقبة أمني بامتياز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة