مجتمعنا العربي الساكت على حرق القرآن

كتب: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 24/01/23 | 13:04

لقد أصبح ركوب موجة العداء للإسلام (موضة) في الغرب تلاقي استحسان اليمين في الدول الأوروبية، ولا سيما موجة حرق القرآن التي انتشرت مؤخراً في الغرب خصوصاً قي الولايات المتحدة، السويد، الدانمارك وفرنسا وغيرها من دول الغرب. حركة “سترام كورس” اليمينية الفاشية التي يقودها الدانماركي السويدي راسموس بالودان هي التي أقدمت قبل أيام على إحراق نسخة من القرآن الكريم، خلال مظاهرة أمام مبنى السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم، بموافقة السلطات السويدية. كما قام زعيم الحركة بحرق نسخة أخرى من المصحف الشريف بمدينة لينشوبينغ (جنوبي السويد) تحت حماية الشرطة. حتى ان شرطة ستوكهولم نفسها، اعترفت بأن اليميني بالودان حصل على الإذن بتنظيم هذه المظاهرة ضد الإسلام.

السياسي اليميني المتطرف بالودان، سبق له وأن قام منذ عام 2017 بحرق القرآن من حلال أعمال استفزازية وعنصرية في مختلف مدن الدانمارك. والسلطات في الدانمارك تغض الطرف عن ذلك. وقام في ابريل من العام المنصرم بحرق نسخة من القرآن الكريم في مدينة مالمو السويدية.

العالم العربي وكذلك الإسلامي، أدانا عملية حرق القرآن على يد البربري بالودان. حتى أن الاتحاد الأوروبي، استنكر قيام المتطرف السويدي الدنماركي بإحراق نسخة من القرآن الكريم. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان يوهانس باركه، في مؤتمر صحفي في بروكسل، “أن مثل هذه الممارسات لا تتوافق مع القيم التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي، وإن العنصرية والكراهية على أساس العرق والدين واللون لا مكان لها في الاتحاد الأوروبي”.

في الحقيقة ان السويد لم تتصرف بشكل يليق بها كدولة، لأنها ساهمت في تأجيج الكراهية ضد الغير وضد الأديان، من خلال موافقتها على منح المتطرف الفاشي بلودان إمكانية حرق القرآن. وزير خارجية السويد توبياس بيلستروم، أراد تبرير موقف بلاده لكنه لم يوفق في ذلك. فقد زعم” أن السويد لديها حرية التعبير بعيدة المدى”. ما هذا يا معالي الوزير؟ وهل حرية التعبير هي في الاعتداء على مقدسات الآخرين واحتقارها؟

والسؤال الذي يطرح على معالي الوزير: ماذا لو قام مسلم بحرق نسخة من الإنجيل في دولة إسلامية فكيف ستتصرف الشعوب والحكومات في الدول المسيحية، خاصة في دول الغرب؟ ولماذا تحرّم دول الغرب الديموقراطية انتقاد الهولوكوست، وتبيح انتقاد الإسلام، وتتجاهل المجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني؟ فهل حرية التعبير والرأي تتعلق فقط بحرق القرآن والعداء للإسلام؟

نقطة مهمة أخرى لا بد من الإشارة إليها: لماذا لم نسمع أي رد فعل من المجتمع العربي عندنا على عملية إحراق القرآن؟ لماذا لم نسمع أي إدانة أو استنكار من الأحزاب العربية لما قام به المتطرف الفاشي السويدي؟ أين أعضاء الكنيست العرب ولا سيما المسلمون، وبالتحديد أين “ريّس” القائمة العربية الموحدة منصور عباس من هذا الأمر؟

وأخيراً…
الإسلامي الجنوبي منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست سارع لزيارة كنيس في اللد لتفقد أحواله بعد حرقه، مُتجاهلاً الاعتداءات التي يقوم بها مستوطنون بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي على مساجد وقبور اللد، لكنه لم يجد الوقت الكافي لإصدار بيان استنكار لحرق القرآن. فقط نقول “اللي بستحوا ماتوا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة