شو شايف ربّنا تحته ؟!!

زهير دعيم

تاريخ النشر: 23/01/23 | 11:28

وكأنّنا في فصل الصّيف .
بل نحن فيه فعلًا وبدون كأنّنا ، فالجوّ حارّ وجافّ ، والغيم في عالم الغيب ، علمًا أنّنا في كانون الثّاني ؛ هذا الكانون الذي كان من المفروض أن يكون باردًا ، قارسًا ، ماطرًا ، عاصفًا ، يُجبرنا على ايقاد أتون النار والموقد والمدفأة ولبس المعاطف والكنزات والشّالات واستعمال كلمات : أح … أحُّو ..
ولكن لا شيء من ذلك ، فهناك من ظلّ يلبس الشورت والقميص ذا الكمّ القصير ، وبدأت التنزيلات في حوانيت الملابس وفصل الشتاء في أوجّه !!!.
رحم الله امّي التي كانت تقول في حالات أكثر مطرًا من أيامنا هذه :
” شو شايف الله تحتو ”
نعم شو شايف غير العنف المستشري والقتل المُعربد ، والمتعصّبين في كلّ انحاء المعمورة وفي بلادنا ايضًا يرفعون الرؤوس ويُهدّدون السلم والطفولة والسلام وهدأة البال ، ناهيك عن الرجل يتزوّج من الرجل ويظهر معه متباهيًا على شاشات التلفزة، والمرأة تُعاقر المرأة .
لا أدين أحدًا – وإن كنت لا أحبّها وأصلّي لأهلها كي يبتعدوا عنها – بل ادين العنف نفسه وأُشفق على من يُحبّ الظُّلمةَ ويعيشها ويهرب من النور ..
حقًّا أنا لا أدين أحدًا ولا أُكفّر أحدًا وانمّا أُشفق وأصلّي وأتمنّى وأرجو .
أتُرانا في أواخر الأيام فعلًا وفي سدوم وعمورة ؟!!
لا أريد أن ازرع التشاؤم في النفوس ولكنّ الظروف والواقع يقولان هذا .
هربّ مرّة النبي إيليا ( الذي عاش في القرن التاسع قبل الميلاد ) من وجه آخاب ملك مملكة إسرائيل وايزابيل زوجته الفينيقية الى صحراء بئر السبع وركع على الرمال مصلّيًا وقائلًا للربّ : ” بقيت أنا وحدي أعبدك ”
فقال له الربّ : ” قد أبقيت في إسرائيل سبعة آلاف ، كلّ الرُّكب التي لم تجثُ للبعل ”
حقًّا لست بطبعي متشائمًا ولكن الظروف تجبرنا ، فالأخ في هذه الأيام يقاطع أخاه والأب يحارب ابنه ، والأم تقاطع ابنتها ، والقطيعة في كلّ مكان، وأمّا عن العنف فحدّث عنه ولا حرج، فننام على قتيل ونصحو على آخَر ، ناهيك عن الظُّلم والجوع والفقر والالحاد الذي راح يرفع رأسه متباهيًا .
كلّي أملّ ورجاء أن استيقظ غدًا أبو بعد غد او بعد خمسة أيام لأجد الغيمات الحبلى بالمطر والخيرات تُوقّعُ فوق روابينا وتلالنا سيمفونيات الخير أيامًا كثيرة ، وتنشد قصائد المحبّة والعطاء ، وترسم لوحات البركات ، وتغرّد أناشيد الانسانيّة، فتنتشي النفوس ويعود الامل يُغرّد فوق روابينا ..
انه أمل ليس الّا فالواقع يقول غير هذا.
كم أحبّ وأرغب أن أكون مخطئًا !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة