حكومة لابيد زعلانة راضيها يا منصور

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 28/11/22 | 18:49

كتبت في مقالات سابقة أن إسرائيل تتصرف بكل وقاحة وبدون خجل أو حياء مع الدول المطبعة معها وحتى غير المطبعة ضاربة بعرض الحائط كل الأعراف الدبلوماسية. دولة “قانون القومية” تريد من العالم أن يسيرعلى مزاجها، وتريد فرض إرادتها على كل من تتحدث معه سياسياً أو غير ذلك. قمة الوقاحة!!. تصوروا أن حكومة يائير لابيد المنتهية ولايتها “زعلانة” من قطر. وزعلانة ليه؟ لآن المشجعين العرب في قطر رفضوا التحدث مع مندوبي وسائل الاعلام الإسرائيلية. “وشو عملت حكومة يائير”؟ على ذمة القناة 13 العبرية أرسلت الخارجية الإسرائيلية رسالة احتجاج إلى قطر والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعد نشر عدة مقاطع فيديو وثقت تضامن المشجعين العرب مع القضية الفلسطينية ورفضهم الحديث مع الإعلام العبري.
أنا أستغرب كيف أن الأمر وصل فقط حد الاحتجاج ولم تعتبر حكومة الإئتلاف المشارك فيه منصور عباس رفض المشجعين العرب كعمل ضد السامية، كما تفعل إسرائيل دائماً لكل انتقاد لها. يعني أن الضيوف العرب وأيضاَ أبناء الدولة المضيفة لـ “المونديال” رفضوا بشدة التحدث الى طواقم الاعلام الإسرائيلية، والتي كانت تعتقد بأن المشجعين العرب سيستقبلونهم بالأحضان، بسبب اتفاقيات السلام المبرمة مع الحكومات وليس مع الشعوب.
من الطبيعي أن تقوم حكومة لابيد بقلب الحقائق، شأنها شأن كل حكومات إسرائيل السابقة. فقد جاء في رسالة الاحتجاج، كما ذكرت القناة 13 العبرية، أن إسرائيل حملت قطر المسؤولية عما أسمته” ضرورة السماح بحرية الصحافة كاملة والسماح للإسرائيليين بالتنقل بأمان”. تصوروا هذه الوقاحة في كيفية قلب الحقائق. الإسرائيليون من مشجعين وإعلاميين يصولون ويجولون في قطر بكل حرية. وإذا كان المشجعين العرب يرفضون الحديث مع الاعلام العبري فهذا شأنهم، وقطر لاعلاقة لها بذلك، والقضية يا لابيد قضية مبدأ ليس غير، وحرية الصحافة والتنقل مضمونة للجميع خلال المونديال، وأنتم أكثر من يعرف ذلك.
الحقيقة أن إسرائيل “زعلانة ورايحة ما تفقع” بسبب التضامن العربي مع القضية الفلسطينية، خصوصاً أن الكثير من المشجعين العرب كانوا يحملون العلم الفلسطيني ولا سيما المشجعين من دولة المغرب التي عقدت اتفاق تطبيع كامل مع إسرائيل. حتى أن مشجعين من دول أوروبية مختلفة رفعوا أعلاماً فلسطينية. إسرائيل في هذا المونديال كانت منبوذة بكل معنى الكلمة. فمتى تفهم إسرائيل أن اتفاقيات التطبيع معها لا تجدي نفعاً ما دامت الشعوب ترفضها بشدة، ولن يكون هناك أي سلام ما دام الاحتلال قائماً.
صحيفة “The guardian” البريطانية رأت نفسها مضطرة إلى الاعتراف بأن “فلسطين ظهرت بشكل بارز في المونديال رغم عدم مشاركتها. ” أما الموقع البريطاني Middle East Eye ، فقد ذكر في السادس والعشرين من الشهر الحالي “أن العلم الفلسطيني بات رمزاً حاضراً في كل مكان طوال فعاليات البطولة، وحرص مشجعو المنتخبات العربية، على رفع الأعلام الفلسطينية وارتداء الكوفية الفلسطينية على أكتافهم”
وأخيراً…
أعجبني موقف أحد رواد التواصل الاجتماعي الذي قال: “فلسطين فازت بكأس العالم”. نعم هذا صحيح، بسبب “الأهداف” التي حققتها فلسطين في مونديال قطر، وفوزها (سياسياً) ضد إسرائيل، الأمر الذي جعل حكومة ائتلاف منصور عباس والاعلام العبري يشعرون بالهزيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة