قراءة في مقابلة شيخ الأقصى.. صريح في أقواله وجريء في انتقاده

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 11/11/22 | 8:44

ذكرت سابقا في إحدى تحليلاتي السياسية اليومية، أني أشاهد كل حلقة من برنامج “مواجهة” الذي يقدمه الزميلان فايز اشتيوي وسعيد حسنين في تلفزيون العرب. وغالبية المقابلات أقوم بتحليلها في مقالي اليومي على صفحات هذا الموقع، حتى أن مواقع عربية تعيد نشر بعضها، ومنها مواقع تبث من أوروبا. وهناك حلقات من البرنامج أكتفي بسماعها فقط.
الحلقة الأخيرة، التي كان ضيفها فضيلة الشيخ رائد صلاح، رئيس لجنة افشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، لم تكن حلقة مميزة فقط، بل كانت من أقوى الحلقات التي يقدمها الزميلان إن لم تكن أقواها على الإطلاق. لقد تطرق الشيخ في “المواجهة” بإسهاب عن العنف المتفشي في المجتمع العربي، كما تحدث بكل صراحة وبكل موضوعية عن أمور سياسية أخرى بما فيها انتخابات الكنيست. شيخ الأقصى مقاطع كلياً وبقناعة تامة لانتخابات الكنيست، إلا أن هذا الموقف لا يمنعه من أن يقول رأيه بوضوح وبكل جرأة عن أحزاب الكنيست من جماعة حرف الضاد.
بعد انفصال منصور عباس عن “القائمة المشتركة” بسبب تباين المواقف مع بقية مكونات المشتركة، فيما يتعلق بالنهج الجديد الذي طرحه عباس والمتمثل (كما يقول) بوجوب التأثير من خلال المشاركة في الحكومة، ولم يرض شركاؤه “الجبهة والعربية للتغيير والتجمع” غرد عباس خارج السرب.
لم يبريء الشيخ “المشتركة” مما جرى لدرجة انه وجه اليها أصابع الاتهام بقوله انها كانت “أول من كسر الثوابت بالتوصية على لابيد وغانتس ما مهد الطريق امام منصور عباس لدخول الائتلاف”. لكن الشيخ أكد من ثانية أن “منصور عباس بالغ في ابعد من التوصية ودخل الائتلاف الحكومي”، بمعنى إذا كانت “المشتركة” قد ارتكبت خطيئة التوصية، فإن عباس ارتكب خطيئة أكبر بكثير منها، من خلال المشاركة في الائتلاف الحاكم. وليس فقط المشاركة، فهو الذي أوقف الائتلاف على رجليه.
الشيخ على حق بقوله في المقابلة: “كل الاحزاب العربية تتحمل تبعات ما قامت به وأنا لا اساوي بين دخول الائتلاف وبين التوصية، لكن تبعية الدخول في الائتلاف أشد وأشد وأشد من التوصية”. ولكن هل حدث أي تغيير في نهج أحزاب الكنيست العرب. الشيخ له رأي صريح في هذا الشأن إذ يرى: ” قوائمنا التي تخوض الانتخابات وتدخل الكنيست تنتهج نفس الخطاب منذ 75 عاما وهذا الخطاب مبني على صناعة الخوف وما ميز المشهد الانتخابي الاخير كان صناعة الفزعة والتأثير على نفسيات جماهيرنا بأنها انتخابات يا حياة يا موت”.
نعم شيخنا الفاضل لقد أصبت الحقيقة بوصفك الدقيق. وما ذكره الشيخ تطرقت إليه في مقال سابق بعنوان “التخويف من البعبع نتنياهو” نشر في هذا الموقع آخر الشهر الماضي، كما تطرقت أيضا في مقال سابق عن أسلوب الاستجداء وطلب الإغاثة للتصويت.
السؤال المطروح: هل هناك بديل لدى شيخ الأقصى كونه مقاطعاً لانتخابات الكنيست؟ نعم عنده بديل إذ يقول في المقابلة: “البديل الذي اطرحه لجنة متابعة قوية ومنتخبة”. هذا يعني تفعيل لجنة المتابعة والعمل على إحيائها وتقويتها، وليست إهمالها كما نشاهد الآن. لكن الكرة هي في ملعب الأحزاب العربية بشكل عام وقوائم الكنيست بشكل خاص الذين لا يقومون بواجبهم بشكل قوي وملموس تجاه لجنة المتابعة.
وفيما يتعلق بالعنف في مجتمعنا العربي، فقد كان الشيخ في منتهى الصراحة، لأنه لم يحمل إسرائيل فقط المسؤولية، بل قالها بصوت عال: “نحن نتهم المؤسسة الرسمية الاسرائيلية في كل ما يحصل من عنف في مجتمعنا لكن هناك مسؤولية تقع على عاتقنا نحن أيضا”. وهل يوجد صراحة أكثر من ذلك؟
وما العمل شيخنا الفاضل؟ يقول فضيلته: ” نحن بصدد اعداد وثيقة مليونية فيما يتعلق بالعنف ، تحمل مليون توقيع وتنظيم مسيرة تنطلق من مكاتب اللجنة القطرية والمتابعة وتسليمها للمؤسسة الرسمية الإسرائيلية واذا لم تستجب المؤسسة الرسمية لمطالبنا بمكافحة العنف والجريمة سنطالب بحماية دولية”. سدد الله خطواتك فضيلة الشيخ لتبقى ذخراً لشعبك ومدافعاً قوياً عن الأقصى.
وأخيراً…
يا ريت أعضاء الكنيست العرب يفكروا ويعملوا للمجتمع العربي”قد نص ما بعمل شيخ الأقصى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة