ابداعات بقلم عطا الله شاهين

تاريخ النشر: 02/07/22 | 11:16

ذات حُلْمٍ تهتُ عنّي..

راودني حلْمٌ ذات ليلة غاب فيها القمر، وفي منتصف الحُلمِ تهتُ عنّي، ولم أدرِ أين أنا؟ وقلتُ: هل أنا هنا، أم في اللامكان، لأنني بحثتُ عنّي بعدما تهتُ عني، وفيما بعد علمتُ بأنني تهتُ في العدم هكذا بدا المشهد، ففي ذاك الحلمِ تعبتُ من بحثي عني، ولم أجدني، إلا حينما استيقظتُ فجأة على صراخِ امرأةٍ تسكن في الطابق الخامس عشر، الذي يلي طابقي، وتبين فيما بعد بأنها كالعادة تخانقت مع زوجها على أمور تافهة، ولكنّ صراخها أيقظني من حلْمٍ خفتُ في النهاية أن لا أجدني، ولكنني كنت لحظتها متلهفا لكي أرى أين أنا في ذاك الحُلْمِ؟ وانتهى الحُلْمُ من صراخ امرأةٍ، فأنا تهتُ عني في الحُلمِ، وكنتُ متشوّقا لكي أجدني، وأكثر ما جذبني في ذاك الحلْم هو اللامكان، لأنّ خطوي ظلّ في ذات المكان، ومع هذا لم أعرفني..
——————-

اشتياقي لضحكاتكِ يُرغمني على رسمكِ

اسمحي لي أن أرسمك لوحة تشبهك بضحكاتكِ
دعيني ألوّن عينيك بلون السماء
اسمحي لي أن أرسمك بريشة أهديتني إياها ذات مساء مكفهر
سألوّن شعرك بلون الغيم..
سألوّن وجهك بلون الثلج..
اسمحي لي أن أجعلك تضحكين أكثر في اللوحة
ففي هذا المساء قررت رسمكِ
دعيني أرسم شفتيك بلون الشفق الأحمر
سأعلق لوحتك على حائط حجرتي، كي أرى ضحكتك
فاشتياقي لضحكاتك السبب في أنني الآن أرسمك بمهنية رسام عاشق
سأعترف لك ما يرغمني على رسمك اشتياقي لضحكاتك
دعيني أرسمك امرأة تضحكين ..
———————–

حين أعزفُ لحنَ الصمت في العتمة..

لست عازفا على وتر العتمة كما ترين، لكنني أعزف
صمت في زاوية حجرة عشقت العتمة مثلي، فهناك أعزف صمتي،
الذي أسمعه بوضوح تام، وأنت ترينني عازفا محترفا في فهم
ماهية الصمت.. فصوتك يبدد ضجري لزمن، وبعد مغادرتك
أعود إلى وتر العتمة لأعزف لحن الصمت، الذي يبعدني
عن غول الضجر، ولو لحين، حتى أستيقظ في العتمة مرة أخرى..
أجلس كعادتي على أريكتي، وأعزف ذات اللحن كما في كل عتمة، ألا
وهو لحن الصمت، الذي يعدّل مزاجي لعتمة أخرى..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة