خواطر بقلم عطا الله شاهين

تاريخ النشر: 28/03/22 | 11:46

في حُجرة القلق

كان رجُلاً قلقا من صمت المكان
قال: يبدو أن الحجرة لا عيب فيها، ولكن لماذا القلق؟
لا يمكن للصمت أن يكون مسببا للقلق
هكذا يتمتم هي ذات الحجرة، التي أسكنها منذ سرمد
لم أغير في الحجرة أي شيء
القلق بات مخيما على حجرة يحبُّ المكوث فيها لساعات ..
يسأل ذات مما أنا قلق؟
لم يجد إجابة عن سبب القلق، الذي يشغل كل عقله..
قال: أنا في حجرة القلق هو أنا، لكن ما الذي تغير؟
لم يجد إجابة مقنعة عن القلق، الذي يتعب عقله كل يوم يمكثه بين جدران الحجرة..
قال: رغم أنني بلا امرأة تقلق عقلي برغباتها، إلا أنني قلق في حجرة أراها تشبهني..
——————————

ليلة ليستْ للكتابة

كان قلقا من ليلة بدت مزعجة بجوها البارد
قال: تبدو ليلة ليست للكتابة
كانت هناك أفكار في عقلِه رغب في خطّها على الورقة
صرير رياح في تلك الليلة كانت تزعجه
جلس قرب مدفأة الحطب، وقال: بلى، الليلة ليست للكتابة!
كان متلهفا لكتابة نص عن امرأة تركته بغتة..
قال: لا تمكنني هذه الليلة الممطرة من كتابة النص
صوت المطر لم يتوقف على نافذة حجرة الصالون
تمنى في تلك الأثناء أن يغلبَه النّعاسُ لينام
نظر من النافذة، ورأى الأشجار تتمايل من شدة الرياح
عاد إلى الأريكة بعد ثوان معدودات، وراح يتأمل نار المدفأة
سرحَ بعقله لزمن، وغلبه النعاس، ونام على الأريكة حتى الصباح
في الصباح استيقظ من شعاع الشمس
نظر من النافذة وفرح لانتهاء العاصفة الممطرة
قال في ذاته: ليلة أمس ليست للكتابة، لا أعتقد بأنني سأستعيد تلك الأفكار مرة أخرى..

——————-

في ليلة نكدة
قلق من عاصفة ماطرة يشوش عقلي ..
قلت: تبدو ليلة نكدة منذ بدايتها
رياح باردة تنكد مزاجي هذه الليلة، التي تشتت أفكاري..
قرب مدفأة الكهرباء رحتُ أصلي كي لا ينقطع التيار الكهربائي من الرياح المجنونة ..
كنت متشوقا لكتابة نصوص عن امرأة لا أعرفها..
نظرت بلا انقطاع إلى علبة السجائر، التي بدأت تنفد من سجائري..
بدون تدخين لا أفكار تأتيني
كنت أحاول كتابة حبكة القصة، التي تزعجني بتسلسل أحداثها الغريبة
ضوء الحجرة بدأ يرمش
قلت: الرياح تشتد، ولربما الكهرباء ستنطفئ في أية لحظة..
بحثت عن شمعات في حال انقطع التيار الكهربائي ..
الأفكار تتوالى في عقلي، الذي بدأ يقلق..
فجأة وجدت نفسي في عتمة
رحت أشعل الشمعات بولاعة أبت أن تشعل نارها
قلت: ليلة نكدة
أفكاري تشتت
بعد مرور ساعة أضاءت الحجرة، لكن النص ظل بلا نهاية
قلت: الآن سجائري نفدت، ولا أفكار لتكملة النص..
غدا ستهدأ العاصفة المطرية
سأكمل النص بلا قلق
قلت: هذه ليلة نكدة، وسأنام بنكد مزعج..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة