خواطر وقصص …. عطا الله شاهين

تاريخ النشر: 26/01/22 | 7:55

أتعبتني هذه الليلة بصمتك الصاخب..

أتدرين لم أعهدك صامتة كهذه الليلة، فلم أذكر بأنك كنت صامتة حتى في الهمسات، لكن الصخب من عينيك واضح، فأنت هذه الليلة أتعبتني بصمتك، الذي أراه صاخبا..
فلم أرك البة كما أنت الآن بين يدي صامتة تحت ضوء الحجرة، التي لا تحب الصمت ..
صخب عينيك لا يشبهك في هذه الليلة، رغم أنك تبوحين كل الحب ..
لا تتعبينني بصمتك هذه الليلة، لأنني لم أعد قادراً على سماع صمتك..
———————–

النّصُّ عنك أتعبني هذه الليلة..

أتدرين بأنني أتلاعب في الكلمات كي أكتبك كما أنت، لكنني أكتب نصّاً عن امرأة أخرى لا تشبهك، إلا في الحُبّ، أتعبني النّصُّ عنك هذه الليلة، لأنك أنت تظلين فيه حاضرة في عقلي، رغم أنني أكتبك امرأة أخرى لا تشبهك، لكنك أنت تظلين بين عيني، بينما أنا غارق في أفكاري، التي تحاول أن تخرج من عقلي، لكي أكتب عنك أي شيء رائع، لكنني أتعب من كتابتك، لأنني أراك في النص أنتِ، رغم أنني أراك امرأة أخرى، فالنص أتعبني، ولكنني مصر في هذه الليلة على كتابة نهايته حتى أجعلك في النّصّ أنتِ..
—————————
حيرةُ طفل..

بينما كان ذاك الطفل ينتظر مع أُمّه على مفترق طرق ضوء إشارة مرور خضراء رأى مشهدا غريبا بالنسبة له، واندهش من المشهد، الذي رآه، فقال لأُمّه: لماذا يتعانقان؟ لم تردّ عليه أمه، وسألته عن واجباته المدرسية، فعاد الطفل وسألها ذات السؤال: لماذا يتعانقان؟ كان الطفل مندهشا من عناقهما، انظري امرأة ورجُل يتعانقان على رصيف الشارع فقالت الأم غاضبة: لا أدري، فلماذا أنت فضولي يا بني؟ فقال الطفل لذاته: أنا لم أرهم يتعانقان، فقالت له: هيا يا بُنيّ فالإشارة ها هي أضاءت بضوء أخضر، وبقي الرّجُل والمرأة يتعانقان، وظلّ الطفل ينظر خلفه ليرى مشهدا لم يره من قبل.. كانت المرأة تلوّح للطفلِ بيدها، والطفل كان فرِحا، كأنه نالَ تذوّق طعم العناق.. قال الطفل لذاته بعد أن ابتعد عن مشهد عناق اندهش منه، وبدا له غريبا: هناك أمر ما حدث بين والديّ، وقّعني في حيرة، ولكن لا علاقة لي بأمر كهذا..
—————————–
مُجرّد فضول منطقيّ..

على رصيف الشارع في مدينة أوروبية انتظر طفلٌ مع أُمّه إشارة مرور خضراء، كي يقطعا الشارع.. عينا الطفل شاهدتا مشهدَ عناق لرجُل وامرأةٍ يقفان بجانبه. سأل الطفلُ أُمَّه بصوتٍ منخفض :لماذا يتعانقان؟ قالت له أُمّه: صه، دعك منهما، لماذا أنت فضولي؟ فقال لها الطفل بصوت خافت، رغم أصوات محركات السيارات التي كانت تمر بالشارع: أنا لم أركِ تتعانقين مع أبي منذ وعيتُ على هذه الحياة، فقالت له: أسكت، ليس هذا من شأنك، هيا يا بُنيّ فالإشارة أضاءت بضوء أخضر، وبقي الرجل والمرأة يتعانقان وظلّ الطفل ينظر خلفه ليرى مشهدا لم يره من قبل.. كانت المرأة تلوّح للطفلِ بيدها، والطفل كان فرحا، كأنه نالَ طعماً من العناق.. قال الطفل لذاته بعد أن ابتعد عن ذاك الرجل والمرأة: مجرد فضول منطقي، فلماذا أسكتتني؟
————————–

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة