لستُ خرِفا …/لم أعدْ أتذكّرها … /بوْحٌ آخر الليل

تاريخ النشر: 11/01/22 | 20:49

لستُ خرِفا …
عطا الله شاهين
بينما كنت أسير على رصيف شارع مبلط في دولة تعشق الثلج، استوقفتني امرأة، فقالت: كيف حالك؟ نظرت صوبها، ولم أعرفها، فقالت: أراك لست خرفا، فلماذا لا تتذكرني؟
دنت خطوات مني وقالت: أنسيتني؟ وهل نسيت صوتي؟ رددت عليها: لا أدري أحسبكِ تشبهين امرأة أعرفها، فصوتك يشبه صوتها، لكنني لست متيّقنا من ملامح وجهك، التي غيرها الزمن.. ابتسمت، وقالت: متأكدة بأنك أنتَ لست خرفا.
اعتذرت منها، وسرت في طريقي، وقلت: لربما تكون هي تلك، لكنها تغيرت، أو أنني نسيتها، أو أنها تشبه امرأة تشبهها، رغم أن صوتها بقي هو ذات الصوت .
—————-

لم أعدْ أتذكّرها …
عطا الله شاهين
ليتني أتذكر وجهك أو صوتك أعذريني لم أعد أتذكرك، هكذا قلت لها، بعدما حيّتني على رصيف شارع مبلّط، فقلت: ها أنت تقولين عني بأنني لست خرِفاً، ولكن لماذا لا تتذكرني؟ هل نسيت وجهي؟ وهل نسيت صوتي؟ أرد عليها: لا أدري أحسبكِ تشبهين امرأة أعرفها، أقنع عقلي بأن صوتك يشبه صوتها، لكنني لست متيّقنا من ملامح وجهك، التي غيرها الزمن.. تبتسم، وتقول: أنتَ لست خرفا، لكنك تتوّهم بأنك لا تتذكرني، فهل نسيتني مع الزمن؟ لا أرد عليها وأسير في طريقي، وأقول: هل غيّرها تعبُ السنين، فهي تشبهها، ولكنني لستُ متأكدا بأنها هي تلك، التي لم أعدْ أتذكّرها..
——————————-
بوْحٌ آخر الليل
عطا الله شاهين
ارتعاشي المجنون تحت لحافي الرثّ جعلني أبوح لك ما أشعر به من برْد، ففي آخر هذا الليل أرغب بالبوح لك عما أشعر به هنا تحت اللحاف من برد لم أشعر به من قبل، وبدونك سيبقى البرد، فلا دفء يأتي إلي حتى لو تذكرتك، فالدفء فقط يأتي حين تأتين إليّ.. في بوحي آخر الليل لك أقول: أين أنت؟ لماذا تركتني بمفردي أعبث مع عقلي في تفكيري بك؟ فبعدك عني لا يمنحني أي دفء، حتى لو سمعت صوتك عبر الهاتف الخلوي.. أبوح لك هنا، وأنا أرتعش.. دفئك فقط هو اللذي يمنحني دفئا.. فلماذا تريدينني أن أظل هكذا مرتعشا؟ أعترف لك في بوحي هذا اللذي أخترتُ أن أبوحه لك في آخر الليل بأنّ همساتك عن قرب هي التي تدفّئي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة